شهدت محافظة السويداء، صباح السبت 8 آذار 2025، حادثة استهداف منزل الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب"، بقذيفة صاروخية أطلقها مجهولون، ما أسفر عن أضرار مادية وإصابة شخصين بإصابات طفيفة. وتبعت الحادثة اشتباكات عنيفة بين مسلحين من داخل المنزل ومحيطه والمهاجمين.
تفاصيل الحادثة
وفقًا لما أوردته شبكات محلية، منها "السويداء 24" و"الراصد"، فإن القذيفة التي استهدفت منزل عبد الباقي في مدينة السويداء أحدثت حالة من التوتر الأمني في المنطقة، خاصة بعد تبادل إطلاق النار الذي استمر لعدة دقائق.
فيما لم يعلن الشيخ سليمان عبد الباقي عبر منصاته الرسمية أي تفاصيل حول الاستهداف، إلا أن الحادثة أثارت تكهنات حول الجهات التي قد تكون مسؤولة عنها، خاصة أنها ليست المحاولة الأولى لاستهدافه.
محاولات اغتيال سابقة
عبد الباقي تعرض سابقًا لمحاولتي اغتيال، إحداهما كانت في 11 تشرين الثاني 2024، عندما أطلق مجهولون النار عليه أثناء تنقله بسيارته، ما أدى إلى إصابته بجروح ونقله إلى المستشفى. أما المحاولة الأخرى فكانت في 11 أيلول 2021، حيث استُهدف بقذيفة أُطلقت بالقرب من منزله، لكنها لم تسفر عن إصابات.
وألقى "تجمع أحرار جبل العرب" اللوم على النظام السوري المخلوع، متهمًا إياه بالضلوع في هذه العمليات لاستهداف شخصيات بارزة مناوئة له.
خلفيات التوتر في السويداء
تأتي محاولة الاغتيال الأخيرة في ظل توترات متزايدة في السويداء، حيث توجه اتهامات إلى مجموعات محلية بالسعي للانفصال عن سوريا بدعم خارجي. وقد نفى مشايخ العقل الثلاثة هذه الادعاءات مؤكدين على وحدة البلاد.
وكان عبد الباقي قد التقى مؤخرًا بأحمد الشرع، رئيس المرحلة الانتقالية، في لقاء وصف بأنه إيجابي، وسط استمرار انتقاداته لنظام الأسد ودعواته لمحاسبة مسؤوليه.
من هو سليمان عبد الباقي؟
عبد الباقي، البالغ من العمر 36 عامًا، يعد من الشخصيات المؤثرة في الحراك الشعبي بالسويداء. ويقود فصيل "أحرار جبل العرب" الذي يعارض النظام السوري ويرفض وجود المجموعات الإيرانية. ومنذ انطلاق الاحتجاجات في "ساحة الكرامة"، تصدر عبد الباقي المشهد، ووجه خطابات حادة ضد النظام السوري .
إلى جانب نشاطه السياسي، يمتلك عبد الباقي مشروعًا تجاريًا يشمل محلًا لبيع المدافئ ومشتلًا زراعيًا، وفقًا لما نقلته مصادر محلية.
نشاطه في ملف المعتقلين
لعب عبد الباقي دورًا بارزًا في عمليات تبادل الأسرى، حيث قاد جهودًا للإفراج عن معتقلين من أبناء السويداء عبر اختطاف ضباط وعناصر من قوات النظام السابق، ومن ثم مبادلتهم. وفي تشرين الأول الماضي، تم الإفراج عن بهاء الشاعر بعد إطلاق سراح ضابط وعنصرين من قوات النظام كجزء من صفقة تبادل، بعد وساطات محلية.
مكافحة تهريب المخدرات
إلى جانب نشاطه السياسي والعسكري، كان لعبد الباقي دور في مكافحة تهريب المخدرات في السويداء. وشارك مع فصيله في حملة عسكرية ضد تجار ومهربي المخدرات على الحدود الجنوبية، بالتنسيق مع "حركة رجال الكرامة"، ما أدى إلى تفكيك شبكات تهريب الكبتاجون، التي يُتهم النظام السوري وجهات خارجية بالوقوف خلفها.
هذه الحملة جاءت بعد غارات جوية شنتها الأردن على مواقع داخل السويداء، استهدفت كبار المهربين. ورغم عدم تعليق الأردن رسميًا على الضربات، إلا أن تقارير غربية أشارت إلى أنها استهدفت شخصيات متورطة في تهريب المخدرات إلى المملكة.