انتشر خلال الساعات الماضية مقطع فيديو صادم على مواقع التواصل الاجتماعي، يُزعم أنه يُظهر اعتداءً جنسيًا على طفلة من محافظة السويداء، على يد عناصر تابعين للقوات الحكومية في محافظة درعا. وقد أثار المقطع موجة من الغضب الشعبي، وسط دعوات للتهدئة والتحقق من المعلومات المتداولة.
إلا أن مصادر ميدانية مطّلعة أكدت أن المقطع قديم ولا يمت بصلة للأحداث الحالية، موضحة أن الحادثة وقعت في مدينة تل أبيض شمال محافظة الرقة، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، ضمن مناطق خاضعة لسيطرة فصائل محلية مدعومة من القوات التركية.
وأفادت المصادر أن الجاني الذي ظهر في المقطع كان قد أُوقف حينها من قبل الجهات الأمنية المحلية، وتوفي لاحقًا أثناء احتجازه.
تداول خطير لمعلومات مضللة
وبحسب المصادر ذاتها، فإن إعادة نشر الفيديو على أنه جريمة حديثة ارتكبت في الجنوب السوري، يندرج ضمن حملات تضليل إعلامي تهدف إلى إثارة الفتنة وتأجيج الصراعات الداخلية، في وقت تعيش فيه بعض المناطق حالة من التوتر الأمني والاحتقان الشعبي.
وقد تم تداول المقطع على نطاق واسع عبر تطبيقات التراسل الفوري وصفحات التواصل الاجتماعي، ما تسبب بإرباك في الأوساط الشعبية، وزيادة حدة التوتر، خاصة مع ربطه زورًا بأطراف وجهات محددة في السويداء ودرعا.
دعوات للحذر من الفتنة
تأتي هذه الحادثة في وقت حساس تمرّ به البلاد، خاصة بعد مواجهات مسلّحة شهدتها عدة مناطق جنوب سوريا، وتطورات ميدانية وإنسانية متسارعة في محافظة السويداء خلال الأسابيع الماضية.
وتحذر الجهات المختصة من خطورة استخدام مشاهد قديمة أو منزوعة السياق لتوجيه اتهامات غير موثقة، لما لذلك من أثر سلبي على السلم الأهلي، وتهديد للاستقرار العام.
وتجددت الدعوات إلى التعامل المسؤول مع المحتوى المتداول على الإنترنت، والامتناع عن نشر أو مشاركة مقاطع تحتوي على مشاهد عنف أو تحرّش أو انتهاكات، دون التحقق من مصداقيتها ومصدرها، لا سيما تلك التي تمس النسيج المجتمعي الحساس في البلاد.
تذكير بالمسؤولية الإعلامية
في ظل تصاعد الحملات الرقمية التي تستغل مشاهد قديمة أو مزيفة، تؤكد مصادر إعلامية رسمية أهمية توخي الدقة، واحترام المبادئ الأخلاقية في التغطية الإخبارية، وعدم الانجرار خلف الشائعات أو المعلومات غير المؤكدة، خصوصًا في المواضيع ذات الطابع الإنساني والاجتماعي الحساس.