نزوح جماعي من السويداء وسط هدوء هش

2025.08.07 - 12:54
Facebook Share
طباعة

 في مشهد يعكس هشاشة الهدنة الأخيرة جنوب سوريا، غادرت أكثر من 500 عائلة محافظة السويداء خلال يوم واحد، وفق ما أعلن الدفاع المدني السوري، وسط استمرار التوترات والظروف الإنسانية المتدهورة.

وأوضحت فرق الدفاع المدني، صباح الخميس، أن 358 عائلة تضم 1433 شخصًا –بينهم نساء وأطفال– عبرت بشكل فردي إلى خارج المحافظة من خلال الممر الإنساني في بصرى الشام، بريف درعا الشرقي.

في السياق ذاته، خرجت قافلة تابعة للهلال الأحمر السوري، ضمت 145 عائلة (نحو 574 مواطنًا) من السويداء عبر الممر نفسه، حيث أشارت المنظمة إلى تقديم الدعم الطبي واللوجستي اللازم خلال انتقال العائلات نحو وجهات اختاروها مسبقًا.

تحركات معاكسة وعودة محدودة
ورغم تدفق النازحين، شهد المعبر ذاته عودة 89 عائلة (266 شخصًا) إلى السويداء، في مؤشر على محاولات بعض العائلات الاستفادة من التهدئة والعودة إلى مناطقهم، خصوصًا بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ منذ 19 تموز 2025.

وتشهد المنطقة عبورًا شبه يومي للقوافل الإنسانية، إلا أن التحركات لا تزال محكومة بالحذر، وسط مخاوف السكان من تجدّد القتال أو تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية.

أزمة نزوح غير مسبوقة
وبحسب تقرير صدر حديثًا عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، فإن الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في منتصف تموز الجاري، تسببت بنزوح أكثر من 191 ألف شخص من محافظة السويداء، باتجاه درعا، وريف دمشق، والعاصمة نفسها.

التقرير أشار إلى أن النازحين يعانون من ضعف الوصول إلى الخدمات الأساسية، فيما تتسابق المنظمات الإنسانية لتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات العاجلة، خصوصًا في مجالات الإيواء والغذاء والوقود.

مساعدات غذائية وجهود إغاثية
رغم الأوضاع الميدانية الصعبة، تواصلت جهود إيصال المساعدات الإنسانية، حيث تلقى نحو 1.5 مليون شخص مساعدات غذائية في الخبز فقط، منذ منتصف تموز حتى 4 آب الجاري، ضمن استجابة إنسانية تقودها منظمات تعمل في مجال الأمن الغذائي.

وفي موازاة ذلك، تواصل فرق الطوارئ محاولات إصلاح البنية التحتية المتضررة، حيث أُعيد التيار الكهربائي جزئيًا إلى بعض أحياء السويداء بعد إصلاح "خط 66 ك.ف"، إلا أن القدرة الكهربائية الحالية "لا تزال محدودة"، بحسب تقرير الأمم المتحدة.

لا عودة آمنة حتى الآن
في ظل هذه التطورات، يبقى المشهد في السويداء معلقًا على خيط رفيع من التهدئة، وسط غياب الضمانات الدولية وتضارب الروايات حول مستقبل الاتفاق الأمني الهش.

ويبقى الأمل ضعيفًا بعودة قريبة للنازحين ما لم تُحل جذور النزاع، وتُؤمّن مقومات الحياة الأساسية في المناطق التي شهدت تصعيدًا غير مسبوق خلال الأسابيع الأخيرة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4