تناقش إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حالياً احتمال انضمام أذربيجان ودول من آسيا الوسطى إلى اتفاقيات إبراهيم، التي تهدف إلى تعزيز السلام والتعاون بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. وكشفت وكالة رويترز، استناداً إلى خمسة مصادر مطلعة، أن هذا المسار يحرز تقدماً ملحوظاً مع أذربيجان بشكل خاص.
تأتي هذه التطورات في إطار مرحلة جديدة من التحالف بين أذربيجان وإسرائيل، التي تتعمق علاقاتهما عبر الاتفاقيات والتعاون في مجالات متعددة، لا سيما الطاقة. وعلى هامش هذه التحركات، شهدت منطقة كلّس في جنوب تركيا، قرب الحدود الشمالية الغربية لسوريا، حدثاً بارزاً تمثل في تدشين خط أنابيب جديد ينقل الغاز الأذربيجاني إلى سوريا، وتحديداً إلى مدينة حلب.
يندرج هذا المشروع ضمن إطار التعاون الذي تجسد أخيراً في اتفاقيات رسمية بين الرئيسين الأذربيجاني والسوري، اللذين وقعا اتفاقيات في أبريل/نيسان بمدينة أنطاليا التركية، ثم في يوليو/تموز في العاصمة الأذرية باكو. هذه الخطوات تعكس تقارباً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً بين الجانبين، تعززها المصالح المشتركة في مواجهة تحديات إقليمية معقدة.
المشروع المستقبلي، بحسب مصادر مطلعة، يتضمن تمديد خط الأنابيب ليصل عبر جنوب سوريا إلى شمال إسرائيل، مروراً بمناطق كريات شمونة وعكا وحيفا. وسيكون جزء من اتفاقية النقل هو دفع ثمن الغاز المنقول عبر إمدادات إضافية تصل إلى سوريا، ما يشير إلى تكامل اقتصادي وسياسي بين الدول المعنية.
هذا التعاون لم يقتصر على أذربيجان وسوريا فقط، بل يشمل أنقرة وتل أبيب، في إطار تنسيق رباعي يرعاه الجانب الأمريكي. فالتنسيق بين تركيا وأذربيجان، إلى جانب العلاقات المتطورة مع سوريا وإسرائيل، يشكل نقطة محورية في إعادة تشكيل خارطة الطاقة والسياسة في منطقة الشرق الأوسط.
تكشف هذه الخطوات عن رغبة الأطراف المعنية في تجاوز خلافات الماضي، وبناء تحالفات جديدة تستند إلى المصالح الاقتصادية والسياسية، خصوصاً في مجال الطاقة الذي يعد من أبرز محركات التغيير الإقليمي. إذ يوفر خط أنابيب الغاز نافذة لتكامل أوسع بين دول كانت في السابق تعيش توترات أو علاقات متوترة.
من جهة أخرى، يشير هذا المشروع إلى احتمال أن تلعب سوريا دوراً محوريًا في عملية التهدئة الإقليمية، ليس فقط باعتبارها نقطة عبور للطاقة، بل كشريك في تحالف جديد يسعى إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال التعاون الاقتصادي والسياسي.
في المجمل، تمثل محادثات انضمام أذربيجان إلى اتفاقيات إبراهيم عبر التعاون مع سوريا خطوة استراتيجية تنسجم مع محاولات واشنطن لإعادة ترتيب التحالفات في المنطقة، وتحقيق توازنات جديدة تضمن مصالح اللاعبين الأساسيين.
المصدر: فوينيه أوبزرينيه (Voennoye Obozreniye)