تستعد العاصمة الأردنية عمّان لاستضافة اجتماع هام بين ممثلين عن الحكومة السورية ووجهاء من محافظة السويداء، في محاولة لفتح آفاق جديدة لحل الأزمات التي تعصف بالمنطقة. وتأتي هذه المبادرة بدعم دولي وإقليمي واسع، في ظل تنسيق بين المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، وعدد من وزراء الخارجية العرب والتركي.
الاجتماع المزمع عقده نهاية الأسبوع المقبل يهدف إلى جمع وجهاء بارزين من السويداء إلى جانب قيادات أمنية ومحلية من المحافظة، في خطوة تسعى لإيجاد حلول مستدامة للأوضاع المتوترة هناك. ورغم الجهود الحثيثة، لم تتضح بعد قائمة الحضور بشكل نهائي، خاصة فيما يتعلق بمشاركة الشيخ حكمت الهجري، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات في المشهد المحلي.
فيما تمثّل الحكومة السورية في هذا اللقاء بقائد الأمن الداخلي في السويداء، وقائد الأمن العام في درعا، بالإضافة إلى محافظ السويداء، بينما يفتقد الاجتماع حضور وزير الخارجية السوري.
الشيخ حكمت الهجري، المعروف بمواقفه القوية، أصدر مؤخراً بياناً مصوراً أعرب فيه عن شكره للدول التي أبدت موقفاً داعماً لأهالي السويداء، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيداً بـ"تدخل إسرائيل الإنساني للحد من المجازر"، كما عبر عن تقديره للدول الخليجية والإدارة الذاتية في شمال وشرق الفرات، التي دعمت أهل السويداء في أوقات الأزمات.
كما دعا الهجري إلى فتح تحقيق دولي مستقل للكشف عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في السويداء، ومحاسبة المتورطين أمام المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى ضرورة إرسال بعثات مراقبة دولية لحماية السكان ووقف الدعم السياسي والعسكري للفصائل المسلحة المحيطة بالمحافظة.
بالإضافة إلى ذلك، طالب الشيخ بضرورة الضغط على الحكومة السورية للالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، ومنع الخروقات والاعتداءات التي تهدد الاستقرار في المنطقة.
يأتي هذا الاجتماع في وقت يشهد فيه الجنوب السوري توترات متزايدة بين مختلف الأطراف، حيث تحاول الأطراف الدولية والإقليمية المساهمة في إيجاد حلول تضمن الأمن والاستقرار، وتحقيق مطالب أهالي السويداء في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
يبقى السؤال مطروحاً حول قدرة هذا الاجتماع على تجاوز الخلافات العميقة بين الأطراف، ومدى نجاحه في تحقيق توافق يضمن حماية المدنيين وتحسين الأوضاع الأمنية في المحافظة. وفي انتظار انعقاد الاجتماع، يواصل الجميع متابعة التطورات عن كثب، على أمل أن تكون هذه الخطوة نقطة تحول في مسار الأزمة السورية.