اكتشاف مروع في حمص.. جثث عائلة تحت الأنقاض

2025.08.10 - 10:49
Facebook Share
طباعة

 في حادثة صادمة، عثر أهالي حي كرم الزيتون في مدينة حمص على جثث ثلاثة أفراد من عائلة واحدة، بينهم امرأة، أثناء إزالة أنقاض منازلهم يوم السبت. الجثث كانت مكبّلة ومعصوبة الأعين، ما يشير إلى أنهم قُتلوا بشكل وحشي، ويُرجح أنهم من ضحايا مجزرة شهدها الحي عام 2012 على يد ميليشيات نظام الأسد المخلوع.


يأتي هذا الاكتشاف المأساوي أثناء أعمال إزالة الركام تمهيدًا لبدء إعادة إعمار المنازل التي دُمّرت خلال سنوات النزاع. وتعمل فرق الدفاع المدني حاليًا على استكمال عمليات البحث في الموقع نفسه، على أمل الكشف عن المزيد من الرفات أو الأدلة التي قد تساعد في توثيق الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في تلك الحقبة.


المقابر الجماعية.. تحدٍ يعيق العدالة والكرامة
تمثل المقابر الجماعية في سوريا أحد أكبر التحديات أمام جهود العدالة والإنصاف، بسبب عمليات النبش العشوائي التي تحدث من دون إشراف مختصين، ما يؤدي إلى فقدان الأدلة الجنائية التي يمكن أن تساعد في كشف مصير المفقودين ومعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم.


كما أن نبش المقابر بشكل غير مهني ينتهك كرامة الضحايا ويؤلم عائلاتهم التي تسعى إلى معرفة الحقيقة والاحتفاظ بذكريات أحبائها بطريقة محترمة. لذلك، يشدد العديد من الخبراء والمنظمات على ضرورة وجود تنسيق مشترك بين الجهات المختصة لتوفير آليات قانونية وفنية تحفظ حقوق الضحايا وذويهم.


نداءات لحماية مقابر الضحايا
في ظل هذه الظروف، ناشدت فرق الدفاع المدني السوري والعديد من الجهات المختصة السلطات المحلية ووسائل الإعلام إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المقابر الجماعية من عمليات النبش العشوائية وغير المنظمة.


ويُحذر المختصون من أن استمرار هذه الممارسات يؤدي إلى تدمير الأدلة المهمة ويقوض فرص تحقيق العدالة والمساءلة، ما يسمح لمرتكبي الجرائم بالفرار من العقاب ويزيد من معاناة العائلات التي تبحث عن أحبائها المفقودين منذ سنوات.


أهمية التنسيق المشترك لتحقيق العدالة
يتطلب ملف المفقودين في سوريا جهداً متكاملاً بين الحكومات المحلية والمنظمات الدولية والهيئات الحقوقية لضمان الحفاظ على الأدلة، وتقديم الدعم القانوني والتقني، بالإضافة إلى حماية حقوق الأسر في متابعة ملف أحبائها المختفين.


فقط من خلال نهج مهني ومنسق يمكن للسوريين استعادة بعض حقوقهم وكرامتهم، وإرساء أسس العدالة التي طال انتظارها، على أمل بناء مستقبل أكثر أماناً يحترم حقوق الإنسان وكرامة الضحايا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3