بعد الحناوي.. الشيخ جربوع يدعو لتحقيق دولي بأحداث السويداء
سامر الخطيب
طالب الشيخ يوسف جربوع، أحد شيوخ العقل في محافظة السويداء، بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة لتقصي الحقائق بشأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة. جاء ذلك في بيان مصور أصدره مساء السبت، دعا فيه إلى وقف العمليات القتالية فوراً، والإفراج عن جميع المخطوفين والمغيبين، وفتح المعابر الإنسانية دون أي قيود.
وأشار جربوع إلى أن المحافظة عانت خلال الأيام الماضية من أحداث مؤلمة، وبذلت القوى المحلية جهودًا كبيرة لحقن الدماء وحماية المدنيين. ودعا في بيانه الدول الضامنة والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري، واتخاذ مواقف إنسانية ترفع الظلم عن الأبرياء.
وشدد على أهمية وحدة الكلمة ونبذ الفتن والتفرقة، موجهاً الشكر للشيخ موفق طريف على مواقفه الداعمة لأهل السويداء، ومطالباً الدول الضامنة بوقف العمليات العدائية والانسحاب من أراضي المحافظة، فضلاً عن تشكيل لجنة تحقيق دولية ورفع الحصار وفتح المعابر الإنسانية بلا شروط.
موقف الشيخ حمود الحناوي
يأتي بيان الشيخ جربوع بعد ساعات من تصريح للشيخ حمود الحناوي، شيخ العقل في الطائفة الدرزية، الذي عبّر عن موقف ناقد للحكومة السورية، مطالباً برفع الحصار وفتح الممرات الإنسانية، مؤكداً أن الوضع أصبح "معركة وجود" لأبناء السويداء.
واعتبر الحناوي في تسجيل مصور أن لا عهد أو ميثاق يربط السويداء بالحكومة السورية، ووجه انتقادات حادة للسلطة الحاكمة، واصفاً إياها بأنها "سلطة لا عهد لها" وتُمارس القمع وتطعن أهل الوطن. ودعا المجتمع الدولي إلى التحقيق في الجرائم التي ارتكبت في السويداء ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما حذر الحناوي من مخاطر الفتنة والحرب الإعلامية، نافياً وجود أي تفاوض أو اتفاق مع الحكومة في الوقت الراهن، ورفض "التطاول على رموز الطائفة الدرزية ومقدساتها"، معبراً عن استغرابه من الصمت العربي والتعتيم الإعلامي تجاه الأحداث.
يمثل الشيخ يوسف جربوع وشيخ العقل حمود الحناوي وجميع مشايخ العقل في السويداء رموزاً دينية واجتماعية تؤثر في المشهد المحلي، وتحظى مواقفهم باهتمام واسع بين أبناء المحافظة.
في ظل تصاعد التوترات في السويداء، تتباين مواقف مشايخ العقل بين الدعوة إلى التهدئة والاتفاق، وبين الانتقاد الحاد للسلطة، مع استمرار المطالب بحماية المدنيين ورفع الحصار وفتح المعابر.
ويأتي هذا التوتر في سياق حساس تشهد فيه السويداء تهديدات أمنية مستمرة وأحداث عنف أدت إلى سقوط ضحايا وتشريد الكثير من الأهالي، ما دفع إلى جهود محلية ودولية للبحث عن حلول تحفظ أمن المحافظة وسلامة سكانها.
يبقى تحقيق العدالة وحماية المدنيين وفتح الممرات الإنسانية من أهم التحديات التي تواجه السويداء اليوم، وسط دعوات مشايخ العقل لتوحيد الصف ونبذ كل ما يهدد أمن المحافظة واستقرارها.
