قائد الأمن الداخلي في حماة يعلن اعتقال "أخطر مجرمي الحرب

حماة – وكالة أنباء آسيا:

2025.08.20 - 01:34
Facebook Share
طباعة

في خطوة وصفت بالنوعية ضمن جهود محاسبة المتورطين في جرائم الحرب، أعلن العميد ملهم محمود الشنتوت، قائد الأمن الداخلي في محافظة حماة، عن اعتقال راتب فهد الحسين، الذي وصفه بأنه "أحد أخطر مجرمي الحرب" في منطقة محردة.

 

شغل الحسين منصب رئيس مفرزة الأمن العسكري في محردة إبان حكم النظام السابق، وهي فترة شهدت تصاعدًا كبيرًا في الاحتجاجات والمظاهرات. ووفقًا لتصريحات الأمن الداخلي، يُتهم الحسين بمسؤوليته المباشرة عن عمليات قمع وحشية للمدنيين، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى في "مجازر جماعية".


محردة، الواقعة في ريف حماة الشمالي، كانت من المناطق التي شهدت عنفًا أمنيًا شديدًا خلال السنوات الأولى من الثورة السورية. وكانت المفرزة الأمنية التي ترأسها الحسين تستخدم أساليب قمع وحشية في مواجهة الانتفاضات الشعبية، مما ساهم في اتساع رقعة العنف.


ملاحقة مجرمي الحرب وتحقيق العدالة
أكد العميد الشنتوت أن اعتقال الحسين يأتي في إطار الجهود المستمرة لقوى الأمن الداخلي لملاحقة ومحاسبة كل من ارتكب جرائم حرب ضد الشعب السوري. وشدد على أن "يد العدالة ستطال كل من تلطخت يده بدماء السوريين".


يُعتبر هذا الاعتقال خطوة ضمن سعي السلطات السورية لإعادة بسط سيادة القانون على الجرائم المرتكبة خلال العقد الماضي. وتهدف هذه الإجراءات إلى استعادة الثقة في المؤسسات الأمنية والقضائية، وتأكيد أن مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لن يفلتوا من العقاب.

 

أشارت اعتقالات سابقة لمتورطين في جرائم حرب بمناطق مختلفة من سوريا إلى وجود إرادة لتوثيق هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها، خاصة في ظل استمرار الضغوط الدولية على الملف السوري وحقوق الإنسان. ويعتقد خبراء أن مثل هذه الإجراءات قد تكون جزءًا من مساعي الحكومة لتقديم صورة عن التزامها بالقانون أمام الرأي العام المحلي والدولي.


تمتلئ صفحات التاريخ السوري بالعديد من المجازر والأحداث الدامية، ويعود بعضها إلى ما قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، بينما ارتبط معظمها بالصراع الدائر منذ ذلك الحين. وتُعتبر محافظة حماة، تحديدًا، مسرحًا لعدد من أبرز هذه الأحداث.

مجزرة حماة الكبرى (1982)
تُعد هذه المجزرة من أكثر الأحداث دموية في تاريخ سوريا الحديث. وقعت في فبراير/شباط 1982، عندما قامت قوات النظام السوري بقيادة رفعت الأسد (شقيق الرئيس حافظ الأسد آنذاك) بحصار مدينة حماة لمدة 27 يومًا، لقمع تمرد قادته جماعة "الإخوان المسلمين". أسفرت العملية العسكرية عن قصف مكثف للمدينة، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها ووقوع آلاف الضحايا المدنيين. تختلف التقديرات حول عدد القتلى، لكنها تتراوح بين 10,000 و 40,000 شخص، إضافة إلى آلاف المفقودين.

المجازر خلال الثورة السورية (2011 - 2024)
شهدت سوريا منذ بداية الثورة تصاعدًا في أعمال العنف التي أدت إلى وقوع عدد كبير من المجازر. وفيما يلي أبرز المجازر في سوريا بشكل عام، وفي حماة بشكل خاص:

مجزرة جمعة أطفال حماة (2011): في بداية الثورة، وتحديدًا في 3 يونيو/حزيران 2011، خرجت مظاهرة ضخمة في حماة للمطالبة بإسقاط النظام. وقد تم قمعها بالرصاص الحي مما أسفر عن سقوط أكثر من 70 قتيلاً مدنيًا.

حصار حماة (2011): في يوليو وأغسطس 2011، قامت قوات النظام السوري بحصار وقصف مدينة حماة بعد أن شهدت اعتصامًا سلميًا واسع النطاق في ساحة العاصي. تسبب الهجوم في مقتل ما يقرب من 200 شخص.

مجزرة داريا (2012): وقعت في ريف دمشق، حيث قُتل ما بين 320 و 500 شخص في هجوم عسكري استمر لخمسة أيام على المدينة التي كانت تحت سيطرة المعارضة.

مجزرة الحولة (2012): في ريف حمص، قُتل أكثر من 108 أشخاص، معظمهم من الأطفال والنساء، في هجوم نسبت مسؤوليته إلى قوات النظام و"الشبيحة" (ميليشيات موالية للنظام).

مجزرة الغوطة الكيماوية (2013): في واحدة من أبشع الهجمات الكيماوية، استُخدم غاز السارين في قصف مناطق الغوطة الشرقية والغربية في ريف دمشق، مما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين، بما فيهم أعداد كبيرة من الأطفال.


تُوثق منظمات حقوق الإنسان، مثل "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، مئات المجازر التي ارتكبتها مختلف الأطراف المتحاربة في سوريا، ولكن العدد الأكبر منها يُنسب إلى قوات النظام. وتستمر جهود ملاحقة ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم على الصعيدين المحلي والدولي.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6