بين الأمان المفقود والغياب الأمني... ريف حماة الغربي يعيش على حافة الفوضى

2025.10.26 - 05:36
Facebook Share
طباعة

 تشهد قرى ريف حماة الغربي، موجة جديدة من أعمال السلب والنهب التي باتت تهدد استقرار السكان وتلقي بظلالها على الحياة اليومية لأهالي المنطقة. فبين مخاوف الأهالي من تكرار الحوادث، وصمت السلطات حيالها، يتنامى الشعور بالعجز والخذلان في مجتمع أنهكته سنوات الحرب.

خلال الأسابيع الأخيرة، تكررت عمليات السطو والتشليح التي استهدفت السيارات والدراجات النارية وحتى المحال التجارية. منفذو هذه العمليات غالباً ما يتحركون بأسلحة نارية، مستخدمين أساليب عنيفة وسريعة تزرع الرعب في نفوس الناس. ومع كل حادثة جديدة، يتراجع الإحساس بالأمان، وتُغلق المحلات أبوابها باكراً، بينما يفضل السكان البقاء في منازلهم بعد غروب الشمس.

يقول عدد من الأهالي إنهم يشعرون بأن منطقتهم تُترك لمصيرها، إذ لم تثمر الشكاوى المتكررة التي قدموها للجهات المعنية عن أي إجراءات واضحة أو حملات أمنية حقيقية. بعضهم يرى أن ضعف الاستجابة الرسمية يشير إلى حالة من الإهمال أو العجز، فيما يعتقد آخرون أن السلطات تواجه تحديات أمنية واسعة تتجاوز قدرتها في ظل انتشار السلاح والفصائل المسلحة في المنطقة.

في المقابل، تشير مصادر محلية إلى أن القوات الأمنية المنتشرة في محيط ريف حماة الغربي تعاني من نقص في الموارد والكوادر، وأن الوضع الميداني المعقد يجعل من الصعب السيطرة على كل الطرقات والمناطق النائية. وتؤكد هذه المصادر أن الجهات الرسمية تبذل جهوداً ضمن الإمكانات المتاحة، لكنها تواجه مجموعات صغيرة ومتنقلة يصعب تتبعها.

ويرى بعض المراقبين أن ما يجري في هذه القرى ليس سوى انعكاس لحالة عامة من التدهور الأمني والاقتصادي الذي يطال معظم المناطق السورية، حيث أدى الفقر وغياب فرص العمل إلى تفشي ظواهر السرقة والسلب. بينما يحذر آخرون من أن استمرار هذا الوضع دون معالجة جذرية قد يؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي وزيادة مشاعر الاحتقان بين السكان.

وبينما تتعالى أصوات الأهالي مطالبةً بحماية أرواحهم وممتلكاتهم، لا تزال القرارات غائبة والإجراءات بطيئة. ومع كل يوم يمر، تتسع دائرة القلق في القرى الهادئة سابقاً، التي باتت اليوم تعيش على وقع الخوف من المجهول.

يبقى الأمل لدى السكان أن تتضافر الجهود الرسمية والأهلية لوقف هذه الموجة من الفوضى، وإعادة الحد الأدنى من الأمن الذي يحتاجه الناس لمواصلة حياتهم. فالأمان، كما يقول أحد أبناء المنطقة، “لم يعد ترفاً... بل أصبح حلماً بسيطاً ننتظر أن يتحقق.”

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5