أثارت عبارة تهديد جديدة كُتبت على أحد جدران قلعة حماة الأثرية حالة من القلق في أوساط السكان المحليين والجهات الأمنية، بعد أن حملت توقيعاً يرمز إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، وجاء فيها: "الدولة الإسلامية قادمة.. بالذبح يا كلاب التحالف"، في مشهد أعاد إلى الأذهان نشاط التنظيم في مناطق عدة من البادية السورية خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب مصادر محلية في المدينة، تم رصد العبارة في ساعات الصباح الأولى، في حين فُتح تحقيق لمعرفة من يقف وراءها، وسط ترجيحات بأن من كتبها قد نفّذ العملية ليلاً مستغلاً الطبيعة المفتوحة للموقع وغياب الحراسة الدائمة في محيط القلعة.
وتزامن الحادث مع حملة أمنية موسعة تنفذها قوات "الأمن العام" في ريف حماة الشمالي، انطلقت منذ ساعات الصباح الأولى من بلدة صوران، بهدف ملاحقة خلايا يُشتبه بانتمائها لتنظيم "الدولة الإسلامية"، والتي تنشط بين الحين والآخر في المناطق الواقعة على أطراف المحافظة.
وشوهدت دوريات أمنية مكثفة في عدد من القرى والبلدات القريبة، مع إقامة حواجز مؤقتة وتفتيش دقيق للمركبات والمارة، في إطار الجهود المستمرة لتعقب العناصر المطلوبين أو المشتبه بتورطهم في أنشطة مرتبطة بالتنظيم.
ويقول مراقبون إن ظهور مثل هذه الشعارات في مناطق مختلفة من سوريا بين الحين والآخر قد يعكس مؤشرات على محاولات متجددة من خلايا التنظيم لإثبات وجودها إعلامياً ونفسياً، حتى في المناطق التي تخضع لرقابة أمنية مشددة، مستفيدة من الطبيعة الجغرافية المعقدة للريف السوري وتراجع مستوى التنسيق بين الأجهزة المحلية.
كما يرى آخرون أن الحادث يحمل طابعاً دعائياً أكثر منه عملياتياً، إذ لم تُسجَّل في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة أي هجمات كبيرة للتنظيم، رغم أن بعض الخلايا الصغيرة لا تزال تنشط على نطاق محدود في البادية السورية الممتدة بين ريفي حماة وحمص.
من جهتها، أكدت مصادر أمنية أن التحقيقات جارية لتحديد الجهة المسؤولة عن كتابة العبارة، وأن فرق المراقبة الإلكترونية بدأت بمراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة القريبة من القلعة التاريخية، في محاولة لرصد أي تحركات مشبوهة خلال الليلة الماضية.