الشرع بين موسكو وواشنطن.. رهان على التوازن واستعادة الدور السوري

2025.11.12 - 12:13
Facebook Share
طباعة

رأت المستشرقة الروسية ماريا كيتشا أن الرئيس السوري أحمد الشرع يسعى منذ توليه الحكم إلى تكريس موقعه كـ"شخصية توافقية" تجمع بين الشرق والغرب، معتبرة أن مقاربته السياسية تقوم على بناء الجسور لا الاصطفافات، في محاولة لإنقاذ بلاده من العزلة الدولية التي امتدت لسنوات طويلة.

وقالت كيتشا، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، إن الشرع لا يتعامل مع الحوار مع موسكو وواشنطن وأوروبا بوصفه خيارًا تكتيكيًا، بل كـ"استراتيجية متكاملة لإعادة سوريا إلى موقعها الطبيعي على خريطة العلاقات الدولية". وأضافت أن الرئيس السوري "يحاول أن يقدم نموذجًا مغايرًا عن النهج التقليدي في السياسة السورية، قائمًا على الانفتاح الحذر والتوازن بين القوى الكبرى".

وتشير الخبيرة الروسية إلى أن الحوار الروسي–الأمريكي حول الملف السوري، رغم ما يعتريه من توتر وتصعيد، لم يتوقف يومًا، معتبرة أن استمرار هذه القناة يعكس إدراكًا مشتركًا لدى موسكو وواشنطن بأن أي تسوية سياسية في سوريا لا يمكن أن تُبنى دون مشاركة الرئيس الشرع وحكومته.

وفي قراءتها للقاء الأخير الذي جمع الشرع بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رأت كيتشا أن هذه الخطوة تجاوزت الرمزية السياسية لتشكل محاولة عملية لكسر الطوق الاقتصادي المفروض على دمشق، وإعادة إدماجها تدريجيًا في المنظومة الدولية، رغم التعقيدات التي تحيط بهذا المسار.

وأوضحت أن العقوبات الدولية التي أنهكت الاقتصاد السوري، وأضعفت البنى التحتية، وأثقلت كاهل المواطن، تمثل التحدي الأكبر أمام الشرع، الذي يسعى إلى إعادة بناء الدولة من الداخل بالتوازي مع تحسين موقعها الخارجي.

وأضافت أن الموقع الجغرافي لسوريا على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، ومواردها الطبيعية، وارتباطها بممرات التجارة بين آسيا وأوروبا، يمنحها أهمية اقتصادية واستراتيجية تتجاوز وزنها الديموغرافي أو العسكري، وهو ما يجعلها – وفق وصفها – "ورقة لا يمكن للقوى الكبرى تجاهلها".

وختمت كيتشا بالقول: "سوريا ليست مجرد أرض تُدار، بل هي نقطة تحوّل في ميزان الشرق الأوسط. والشرع يدرك ذلك جيدًا، لذلك يمسك بخيوط اللعبة بذكاء حذر، في محاولة لصياغة معادلة توازن جديدة، تحفظ لبلاده مكانتها وسط لعبة الأمم المتغيرة."

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9