تعزيز مشاركة المرأة في لبنان: خطوات ومبادرات فعّالة
تمثل زيارة اللبنانية الأولى نعمت عون لمشروع "نساء الشمس" خطوة استراتيجية يمكن قراءتها في سياق الجهود الوطنية لتعزيز دور المرأة في المجتمع اللبناني، خصوصًا في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتعددة التي تواجه البلاد.
المشروع لا يقتصر على تقديم خدمات مؤقتة أو دعم نفسي فحسب، بل يضع المرأة في قلب التنمية المستدامة، ما يعكس فهمًا متقدمًا لعلاقة التمكين الاجتماعي بالاستقرار المجتمعي والسياسي.
من خلال زيارة أقسام المشروع المختلفة، يتضح أن التركيز على الدعم النفسي والاجتماعي للنساء اللواتي لا معيل لهن يهدف إلى بناء قاعدة صلبة من الاستقلالية النفسية، وهو عنصر أساسي لضمان قدرة المرأة على مواجهة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
في الوقت نفسه، يوفر مركز التنمية مهارات عملية تؤهل النساء لدخول سوق العمل، ما يسهم في تحسين مستوى المعيشة وتخفيف أعباء الأسر اللبنانية في سياق البطالة والفقر المتفشيين هذه الاستراتيجية تربط بين التمكين النفسي والاقتصادي، وهو نهج يضع لبنان ضمن مسارات تطوير مجتمعي حديث.
الزيارة تكشف أيضًا خلفيات أوسع تتعلق بدور الدولة والمؤسسات الرسمية في دعم مبادرات المجتمع المدني.
دعم اللبنانية الأولى للمشروع مؤشر على توجه نحو شراكات مستدامة بين القطاعين العام والخاص، ما يعزز قدرة الجمعيات على التأثير الاجتماعي بعيدًا عن أي حدود جغرافية أو سياسية محلية.
من زاوية أوسع، يعكس المشروع محاولة لتجربة نموذج تكاملي يمكن أن يُعمم على مناطق أخرى، خصوصًا تلك الأكثر تضررًا اقتصاديًا واجتماعيًا.
في التحليل، يمكن القول إن المشروع يسعى إلى خلق بيئة حاضنة للنساء والفتيات، توفر لهن أدوات تمكنهن من المشاركة الفاعلة في المجتمع المدني والاقتصادي، ما قد يقلل من معدلات الهشاشة والفقر المرتبطة بالجنس والاقتصاد غير الرسمي، التوجه نحو تمكين النساء عبر التدريب المهني والتأهيل النفسي والتربوي يعكس فهمًا لارتباط الاستقرار الاجتماعي بقدرة الدولة والمجتمع المدني على تقديم حلول مستدامة.
المبادرات من هذا النوع، أداة لتحسين بنية المجتمع اللبناني على المدى الطويل، وتعزيز مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهو ما قد يسهم في بناء مجتمع أكثر قدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
