أزمة المياه تهدد الموسم الزراعي في لبنان والجنوب الأكثر تضرراً

2025.11.12 - 08:25
Facebook Share
طباعة

يواجه لبنان فصلاً جديدًا من أزماته الطبيعية، إذ يشهد الموسم الشتوي الحالي انحباسًا غير مسبوق للأمطار وتراجعًا ملحوظًا في كمية المتساقطات. حتى الآن لم تُسجّل كميات كافية من الأمطار، ما يهدّد المناطق الزراعية بأزمة حقيقية، خصوصًا تلك التي تعتمد على مياه الأمطار لريّ محاصيلها.

المزارعون في الجنوب يشيرون إلى خسائر كبيرة في الموسم الزراعي، فيما يحذر خبراء المناخ من تداعيات استمرار نقص الأمطار على دورة المياه الطبيعية، والأمن الغذائي. رئيس مصلحة الأرصاد الجوية، محمد كنج، أوضح أن كمية المتساقطات المسجّلة حتى الآن تبلغ نحو 8 ملم في بيروت مقابل 70 ملم في الفترة نفسها من العام الماضي، فيما المعدّل السنوي يبلغ نحو 97 ملم، ما يعادل 10 إلى 20٪ فقط من المعدل الطبيعي وأكد كنج أن منخفضًا جويًا متوقعًا سيبدأ من شمال البلاد وقد يخفف من تأثير الجفاف، لكنه أشار إلى أن تعويض النقص سيحتاج استمرار تساقط الأمطار لفترة طويلة.

رئيس مصلحة الزراعة في الجنوب، محمد الحسيني، أفاد أن انخفاض كميات المياه في نهر الليطاني تسبب بخسارة في الموسم الزراعي تُقدّر بين 20 و30٪. وأوضح أن إنتاج الموز والحمضيات والأفوكادو تراجع بشكل ملحوظ، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخضار بسبب تقليص مساحة الزراعة. وأضاف الحسيني أن المصلحة تعمل على ترشيد توزيع المياه، لكنها تواجه نقصًا في الموارد المتاحة، كما أشار إلى أن ندرة المياه وارتفاع الحرارة أديا إلى زيادة الأمراض الزراعية واضطرار المزارعين لزيادة استخدام المبيدات، ما رفع تكاليف الإنتاج.

وأشار الحسيني إلى أن تأثير الجفاف لا يقتصر على الموسم الحالي فقط، إذ تمتد انعكاساته إلى المواسم المقبلة بسبب نقص الرطوبة في التربة والخزانات الجوفية، مؤكّدًا أن الحل يتطلب موسم أمطار طويلًا موزعًا بشكل متوازن وبناء سدود للاستفادة من المياه.

المناطق الجنوبية اللبنانية، التي تأثرت سابقًا بالحرب ونقص المياه، سجلت خسائر إضافية هذا العام، فيما يترقب المزارعون المنخفضات الجوية القادمة على أمل إنقاذ الموسم الزراعي، وإعادة إنتاجية المحاصيل إلى مستوياتها الطبيعية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9