أقدمت وزارة الخارجية الأمريكية على حذف صفحات أرشيفية رقمية تتناول تدريبات عسكرية شهدت خطر اندلاع حرب نووية غير مقصودة مع الاتحاد السوفيتي خلال نوفمبر 1983، وفق ما أفادت صحيفة واشنطن بوست. الحديث يدور حول مناورات "إيبل آرتشر 83" (Able Archer 83) التي وصفت بأنها أقرب الولايات المتحدة فيها إلى مواجهة نووية حقيقية مما كان يعتقد.
تلتزم وزارة الخارجية الأمريكية منذ عام 1991 بنشر توثيق شامل وموثوق لسياسة الولايات المتحدة الخارجية خلال الثلاثين عامًا الماضية في سلسلة "العلاقات الخارجية للولايات المتحدة" (FRUS). وتضمنت السلسلة أكثر من 450 مجلدًا، تُنشر غالبًا رقميًا في عصر الإنترنت.
لكن الصفحات الخاصة بالمناورات النووية لعام 1983 اختفت من الموقع الرسمي بشكل مفاجئ عام 2022، ثم ظهرت مجددًا في يناير 2025 بعد حذف 15 صفحة رئيسية تتعلق بالخطر النووي. ولم توضح وزارة الخارجية أسباب حذف هذا المحتوى، مكتفية بالقول إن الوزارة "غير مُلزمة بتقديم إشعار عام" حول التغييرات.
مضمون الصفحات المحذوفة
الوثائق المحذوفة كانت تتضمن تحذير مدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، الذي أكد أن مناورات "إيبل آرتشر 83" كانت تحاكي هجومًا نوويًا حقيقيًا بشكل دقيق، الأمر الذي دفع الاتحاد السوفيتي للاستعداد لحرب نووية محتملة. وتعد هذه المعلومات جزءًا من مجلد كان يغطي سياسة إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان تجاه الاتحاد السوفيتي خلال الفترة 1983–1985.
تعد مناورات "إيبل آرتشر 83" من أبرز الأحداث التي تكشف مدى التوتر بين واشنطن وموسكو خلال الحرب الباردة، إذ أوضحت الوثائق أن أخطاء التقدير أو سوء الفهم يمكن أن يؤدي إلى مواجهة نووية غير مقصودة. ويشير خبراء التاريخ العسكري والسياسة الخارجية إلى أن الحذف الرقمي للمعلومات الحساسة يعكس حرص الولايات المتحدة على التحكم في السرد التاريخي، خصوصًا تلك الملفات التي قد تثير جدلًا حول قرارات إدارة ريغان في ذروة الحرب الباردة.