الرئيس اللبناني يشيد بمبادرة السعودية لدعم الاقتصاد والاستقرار
أشاد الرئيس اللبناني جوزيف عون بالمبادرة السعودية لتعزيز العلاقات التجارية مع لبنان، مؤكداً على أهمية إزالة العقبات التي تعيق الصادرات اللبنانية إلى المملكة. وفي تصريحاته لوكالة "رويترز"، وصف عون هذه الخطوة بأنها "آن الأوان"، مضيفاً أن حماية لبنان لا تأتي إلا من محيطه العربي، في إشارة واضحة إلى الدور المحوري للسعودية والدول العربية في استقرار البلاد.
من جانبها، أعلنت الرياض عن استعداد وفد سعودي لزيارة لبنان قريباً لمناقشة سبل تسهيل الصادرات اللبنانية إلى المملكة، ورفع العوائق التي تحدّ من حجم التبادل التجاري بين البلدين. ولفت المسؤول السعودي إلى أن بلاده ستتخذ خطوات وشيكة لتعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على رغبة الرياض في دعم لبنان سياسيًا واقتصاديًا في مرحلة دقيقة يمر بها.
كما أشار المسؤول السعودي إلى كفاءة لبنان في الحد من تهريب المخدرات إلى المملكة، مؤكداً أن جهود الحكومة اللبنانية في منع استخدام أراضيها كمنصة للتهديد ستسهم في تعزيز التعاون الثنائي. وفي هذا السياق، عبّر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام عن تقديره للمبادرة السعودية، مشيراً في تغريدة عبر منصة "X" إلى حرص القيادة السعودية على استقرار لبنان وازدهاره، ومشيداً بالخطوات العملية المتوقع اتخاذها لدعم التبادل التجاري وإزالة المعوقات أمام الصادرات اللبنانية.
تعكس هذه التحركات السعودية موقف الرياض من لبنان كشريك استراتيجي في المنطقة، خصوصاً في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تواجهها بيروت. ويأتي تعزيز العلاقات التجارية ورفع العوائق أمام الصادرات اللبنانية في إطار محاولة دعم الاقتصاد المحلي وتحقيق استقرار أمني وسياسي في البلاد، بما ينسجم مع مصالح السعودية في محيطها العربي. كما أن إشارة المسؤول السعودي إلى كفاءة لبنان في مكافحة تهريب المخدرات تحمل بعدًا أمنيًا مهماً، يعكس حرص الرياض على حماية مصالحها الداخلية والمنطقة من أي نشاطات غير قانونية.
شهدت العلاقات اللبنانية–السعودية في السنوات الماضية توترات متفرقة، نتيجة عوامل سياسية وإقليمية، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى رغبة مشتركة في إعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني. ويعتبر هذا التحرك السعودي خطوة عملية نحو دعم استقرار لبنان، في وقت يحتاج فيه الاقتصاد اللبناني إلى شريك عربي قوي لتخفيف الأزمات الاقتصادية المتفاقمة.
