مفقودون بلا أثر: عشرات العائلات السورية تنتظر أخبار أبنائها في ليبيا

2025.11.17 - 08:36
Facebook Share
طباعة

عشرات العائلات السورية ما زالت تبحث بلا كلل عن أبنائها المفقودين في ليبيا منذ ثلاث سنوات، بعد محاولاتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط في ظروف محفوفة بالمخاطر. اختفاء هؤلاء الشباب لم يترك أثرًا مباشرًا فقط على أهاليهم، بل سلط الضوء على هشاشة مسارات الهجرة غير النظامية، وغياب أي آلية رسمية لتقديم معلومات دقيقة عن المصير، وسط استمرار شبكات التهريب في استغلال المهاجرين.

تُشير المعلومات إلى أن نحو 200 عائلة انضمت إلى مجموعات جماعية على تطبيق "واتساب" لتبادل المعلومات عن المفقودين، وتنظيم احتجاجات أمام الجهات الرسمية لمحاولة لفت الانتباه إلى قضيتهم. وركزت معظم حالات الاختفاء في محافظة درعا، حيث فقد عدد كبير من الشباب أثناء محاولاتهم عبور البحر.

أنشأت بعض العائلات مجموعات واتساب لتبادل المعلومات، وتوسعت تدريجيًا لتضم نحو 200 قريب من المفقودين، كما نفذت احتجاجات أمام وزارة الخارجية السورية ودرعا خلال شهري أيلول وتشرين الأول 2025.
قصص الفقدان تحمل بعداً شخصياً مؤلماً، حيث اختفى عشرات الشباب أثناء رحلات بحرية نحو أوروبا، وكانوا يسعون لحياة أفضل بعد ظروف اقتصادية صعبة.

في بعض الحوادث، اختفى حوالي ثلاثين شخصاً على متن قارب واحد، فيما فقد آخرون ثلاثة شباب في آب 2024. تدخلت منظمات إنقاذ إنسانية لإنقاذ بعضهم، لكن بقيت معلومات دقيقة غائبة عن بقية المفقودين.

وتشير تقارير محلية إلى أن أكثر من 100 مهجّر سوري ما يزالون قيد الإخفاء القسري في ليبيا، بينهم أطفال ونساء، أغلبهم من محافظة درعا، واختفوا خلال أربع رحلات بين تشرين الأول 2023 وآب 2024 لم تتواصل أي جهة رسمية مع ذويهم، ولم يُطلب أي فديات منذ ذلك التاريخ.

ليبيا أصبحت نقطة عبور رئيسية للمهاجرين غير النظاميين نحو أوروبا، بعد سنوات من عدم الاستقرار السياسي والأمني منذ سقوط نظام القذافي عام 2011، ما جعل البلاد بيئة خصبة لنشاط شبكات التهريب والاتجار بالبشر، وعرضة للانتهاكات والاستغلال بحق المهاجرين.
العائلات السورية تواصل البحث والصمود، حاملة معها الأمل في العثور على أحبائها وإنهاء سنوات من الغياب والقلق. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5