300 ألف حساب وهمي على منصات التواصل تثير القلق في سوريا

2025.11.19 - 10:56
Facebook Share
طباعة

 كشف تحقيق رقمي حديث أجرته منصة "كشّاف" عن وجود حملة رقمية منظمة تعمل على منصات شركة "ميتا"، خصوصاً موقع "فيسبوك"، تستهدف الحكومة السورية وتروّج لمحتوى متطرف مرتبط بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وأظهر التحقيق أن هذه الحملة تكشف عن ثغرات واضحة في تطبيق معايير الإشراف على المحتوى التي أعلنت الشركة أنها ملتزمة بها.

وأشار التحقيق إلى أن فريق البحث رصد نحو 3,841 منشوراً على موقع فيسبوك خلال الأشهر الماضية، تبيّن أن 70% منها مؤيد لتنظيم داعش، بينما تضمنت المنشورات المتبقية معلومات مضللة تهدف إلى مهاجمة الحكومة السورية. وأكد التحليل الرقمي ولادة آلاف الحسابات الجديدة بشكل منظّم بين شهري يونيو/حزيران وأكتوبر/تشرين الأول 2025، بعضها يعمل من خارج سوريا، مع وصول النشاط الرقمي إلى ذروته بالتزامن مع الحملة الأمنية التي أطلقتها الحكومة السورية ضد خلايا التنظيم.

ورغم تأكيد شركة ميتا حرصها على حماية الأفراد والكيانات على منصاتها، كشف التحقيق أن تطبيق المعايير ليس منتظماً، خصوصاً فيما يتعلق بالمحتوى المؤيد لداعش، وهو ما أثار تساؤلات حول قدرة الشركة على مراقبة الحسابات والمحتوى المرتبط بالعنف والتطرف بشكل فعال. ولفت التحقيق إلى تقارير صحفية سابقة أكدت أن الشركة حذفت منشورات لقائد عسكري في عمليات "ردع العدوان"، بينما سمحت بنشر مواد مؤيدة لتنظيم داعش أو لرئيس النظام السابق.


مئات آلاف الحسابات المضللة تستهدف السوريين
تزامن مع هذه الحملة الرقمية تصريح وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، الذي كشف في يوليو/تموز الماضي عن وجود نحو 300 ألف حساب وهمي على منصات التواصل الاجتماعي تنشر محتوى مضللاً يستهدف السوريين. وأوضح أن هذه الحسابات تنتشر عبر أربع دول رئيسية وتستهدف نشر خطابات تحريضية، بعضها مؤيد لتنظيم الدولة، وبعضها الآخر يسعى لتقويض استقرار الحكومة السورية عبر نشر خطاب تقسيمي.

وأكد المصطفى أن جهود وزارة الإعلام تركز على الحد من انتشار هذه الحسابات، مشيراً إلى أن عدد الحسابات الجديدة التي يتم إنشاؤها يومياً وصل إلى نحو 10 آلاف خلال الأيام الأخيرة، ما يشير إلى تحديات كبيرة تواجه الرقابة على المحتوى الرقمي. ويعكس هذا النشاط كثافة الحملات الرقمية التي تهدف إلى التأثير على الرأي العام السوري ونشر معلومات مضللة بشكل منظم.


ثغرات الرقابة على المحتوى ومخاطر التأثير الرقمي
يشير الخبراء الرقميون إلى أن هذه الحملة تكشف عن ضعف الرقابة على المحتوى المتطرف والمضلل، خاصة عند استخدام الحسابات الوهمية ومنشورات متزامنة لإيصال رسائل معينة. كما أن ولادة آلاف الحسابات الجديدة بشكل منظم يُظهر وجود استراتيجيات مدروسة تهدف إلى تضليل المستخدمين واستغلال المنصات الاجتماعية لنشر أجندات سياسية وعسكرية.

كما أظهر التحقيق أن بعض الموظفين في شركات متعاقدة مع "ميتا" قد يتسببون في حذف محتوى حساس يُظهر ممارسات سابقة للنظام السابق، ما يطرح تساؤلات حول النزاهة في تطبيق سياسات المنصة ومعاييرها الداخلية.


أهمية اليقظة الرقمية والتثقيف الإعلامي
يشدد خبراء الرقابة الرقمية على أهمية وعي المستخدمين بخطورة الحسابات الوهمية والمحتوى المضلل، والتأكد من مصادر المعلومات قبل إعادة نشرها. ويعتبر تعزيز الثقافة الرقمية جزءاً أساسياً من مواجهة الحملات المنظمة التي تهدف إلى التأثير على الرأي العام، خصوصاً في السياقات الحساسة مثل الصراعات المحلية.

وتشير التقارير إلى أن الحاجة إلى استراتيجيات أكثر صرامة لمراقبة الحسابات المزيفة والمحتوى المتطرف أصبح أمراً ملحاً، خصوصاً مع انتشار الحملات الرقمية المنظمة التي يمكن أن تؤثر في الساحة المحلية والدولية على حد سواء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 10