شهدت مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي اليوم ظهور عبارات تهديدية جديدة على جدار إحدى المدارس، خطّها مجهولون يُرجّح انتماؤهم إلى خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية"، تضمنت نصوصاً مثل: "الدولة الإسلامية قادمة يا عباد الصليب". وتعدّ منطقة دير الزور، سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية المؤقتة أو لقوات سوريا الديمقراطية، من أكثر المناطق نشاطاً للتنظيم، حيث يشنّ عمليات مفاجئة تستهدف العسكريين والمدنيين على حد سواء، بهدف بث الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار المحلي.
وسبق أن رُصدت عمليات أمنية مشتركة بين جهاز الاستخبارات العام وجهاز الأمن الداخلي في 9 تشرين الثاني الجاري، استهدفت بلدات الخريطة، البغيلية، والطريف غربي دير الزور، وتم خلالها اعتقال عدد من الأشخاص يعتقد بانتمائهم للتنظيم. كما أظهرت تقارير سابقة أنه في 16 تشرين الأول الماضي، قتل خمسة من عناصر وزارة الدفاع إثر استهداف حافلة عسكرية كانت تقلهم بعبوة ناسفة على الطريق بين دير الزور والميادين، قرب قرية سعلو، ويُرجّح أن منفذي العملية ينتمون لخلايا تنظيم "الدولة الإسلامية".
وكانت قد أعلنت الولايات المتحدة، تزامناً مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للعاصمة الأميركية، انضمام دمشق رسمياً إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وأوضح مسؤول أميركي أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز التنسيق بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن والاقتصاد، وأن سوريا ستكون العضو التسعين في التحالف، مع الالتزام بالعمل على القضاء على آخر جيوب التنظيم ووقف تدفق المقاتلين الأجانب.
ويشكل هذا الإعلان خطوة استراتيجية لدمشق، إذ يتيح لها الاستفادة من الدعم الدولي لمواجهة التنظيم، بينما يُظهر للولايات المتحدة وشركائها التزام سوريا رسمياً بمحاربة الإرهاب، بما قد يسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني في المستقبل. من جهة أخرى، لا تزال خلايا التنظيم تمثل تهديداً متجدداً للأمن المحلي، ما يستدعي استمرار العمليات الأمنية الميدانية والمراقبة المكثفة لمنع استهداف المدنيين والعسكريين، مع الحفاظ على الاستقرار في مناطق النفوذ المختلفة.
ويشير مراقبون إلى أن استمرار نشاط التنظيم في دير الزور يعكس قدرة التنظيم على إعادة تشكيل خلاياه واستغلال الفوضى الأمنية في المناطق الحدودية، ما يجعل العمليات الأمنية المشتركة ضرورة مستمرة، في حين أن انضمام دمشق إلى التحالف الدولي يعزز الشرعية السياسية لتلك الجهود ويتيح مزيداً من الدعم التقني والاستخباراتي. ويضيف هؤلاء أن المعركة ضد التنظيم لن تكون قصيرة المدى، وأن التحدي يكمن في توازن الجهود الأمنية مع الحفاظ على الحقوق المدنية وحماية السكان المحليين من أي أضرار جانبية.