تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية أنباءً مكثفة حول اكتشاف مغارة مليئة بالذهب في مدينة الحارة شمالي درعا، الأمر الذي تسبب بتجمع مئات السكان في محيط موقع الحفر وسط حالة من الازدحام والفوضى والتدافع، في وقت بقيت الرواية الأساسية غير مؤكدة رسمياً.
وفي التفاصيل، أوضح مدير منطقة الصنمين وائل الزامل مساء السبت أن ما تم العثور عليه حتى الآن لا يتعدى كونه "فتحة صغيرة" ظهرت أثناء قيام أحد الأهالي بحفر قبو في منزله، مؤكداً أن شكل الفتحة وطبيعتها لم يُحددا بعد، وذلك وفق ما نشرته محافظة درعا على معرفاتها الرسمية. وشدّد الزامل على عدم وجود أي مؤشرات أو دلائل تثبت وجود ذهب في الموقع، لافتاً إلى أن وحدات الأمن اتخذت إجراءات انتشار مشددة في المنطقة لضبط الوضع ومنع وقوع إصابات بين الأهالي نتيجة التدافع.
وأشار الزامل إلى أن الجهات المختصة بانتظار وصول فريق فني من مديرية الآثار للكشف على الموقع وتحديد ماهية الفتحة بدقة، داعياً السكان إلى عدم الانجرار وراء الشائعات المتداولة، كما دعا وسائل الإعلام إلى التحري والتأكد قبل نشر أي معلومات، محذّراً من أن استمرار التجمعات الكبيرة قد يشكل خطراً على سلامة المواطنين.
من جانبها، أكدت مصادر محلية استمرار تدفق الأهالي إلى محيط موقع الحفر منذ ساعات، في حين يواجه الأمن الداخلي صعوبة في تفريق الحشود بسبب العدد الكبير للمتجمهرين. ووفق المصادر نفسها، اضطر عناصر الأمن إلى إطلاق النار في الهواء كتحذير لتفريق المتجمعين، وسط معلومات عن إصابة شخص واحد في ظل الفوضى والازدحام.
وأشارت شبكة "درعا 24" المحلية إلى أنه سبق العثور في السنوات الماضية على كميات من الذهب في منطقة الحارة ذاتها، وأن قوات النظام في حينها استحوذت على تلك الكميات، إلا أن الشبكة أكدت في الوقت نفسه أن وجود ذهب في الموقع الحالي لم يُثبت بأي شكل حتى الآن.
وبسبب حالة الفوضى الواسعة والتجمعات الكبيرة، فرضت قوى الأمن حظر تجوال في مدينة الحارة يمتد حتى السادسة من صباح الأحد، في محاولة للسيطرة على الوضع بعد انتشار شائعة وجود "مغارة ذهب" أسفل أحد الأبنية قيد الإنشاء في مركز المدينة.
وفي سياق مشابه، كانت شائعة أخرى قد أثارت ضجة واسعة في آب الماضي في قرية البوحمد بمحافظة الرقة، حيث انتشرت صور على مواقع التواصل تزعم العثور على كميات من الذهب، قبل أن يوضح خبراء في الجيولوجيا أن المادة الظاهرة في الصور ليست ذهباً، بل معدن "البايرايت" — أو ما يعرف شعبياً بـ"الذهب الكاذب" — وهو كبريتيد الحديد (FeS₂) الذي يتميز بلونه الذهبي اللامع ويُخطئ الكثيرون في تمييزه عن الذهب الحقيقي.
هذه الحوادث المتكررة تعكس حجم تأثير الشائعات في المجتمعات المحلية، وخاصة في المناطق التي تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، ما يجعل أخباراً كهذه قادرة على خلق حالة فورية من الهلع والازدحام، دون توفر أي مصدر موثوق يؤكد صحتها.