حمص تستعيد هدوءها الحذر بعد ليلة التوترات والهجمات

2025.11.23 - 08:52
Facebook Share
طباعة

 عاد الهدوء الحذر إلى مدينة حمص وبلدة زيدل جنوبها، بعد يوم من التوترات التي أعقبت العثور على زوجين مقتولين داخل منزلهما مع عبارات طائفية كُتبت بدمهما، وهي الحادثة التي أشعلت موجة غضب امتدت إلى عدد من أحياء المدينة.


استنفار أمني وتراجع مستوى التوتر
بعد الهجمات التي طالت أحياء داخل حمص وتسببت بتخريب وترهيب للأهالي، تراجع مستوى التوتر تدريجيًا مع انتشار مكثف لقوى الجيش والأمن الداخلي في محيط زيدل والمناطق التي تأثرت بالأحداث.
السكان تحدثوا عن انتشار واضح للدوريات والحواجز، بالتزامن مع رفع مستوى الجاهزية في عدد من النقاط الأمنية.


مواطنون: الهدوء موجود… لكن الخوف ما زال حاضرًا
أهالٍ من المنطقة أكدوا أن الساعات الأخيرة شهدت انحسارًا للهجمات وعودة الحركة تدريجيًا، لكنهم وصفوا الأجواء بأنها “غير مستقرة تمامًا”.
وقال أحد سكان الضواحي الشرقية لحمص إن “الوضع أهدأ الآن، لكن الناس ما زال لديها توتر… الجميع يخشى أن يحصل أي شيء يعيد الأحداث إلى نقطة الصفر”.
في حين أوضحت سيدة تقطن قرب زيدل أن “الأحياء التي تعرضت للهجمات تعيش حالة قلق حقيقية، والجميع ينتظر ما ستكشفه التحقيقات”.

وبحسب شهادات الأهالي، لم تتضح حتى الآن صورة الإصابات بشكل كامل، إذ لا يوجد إعلان رسمي دقيق، فيما تحدث بعض السكان عن أن الأضرار التي جرت كانت في معظمها مادية وتم البدء بإزالتها.


تحقيقات أمنيّة وتحركات رسمية
الجهات الأمنية أكدت أن الجريمة “مركبة” وتحمل محاولة واضحة لإيقاظ فتنة، مشيرة إلى أن انتشارها في المنطقة ساهم في وقف تمدد التوتر، وأن الأهالي تفاعلوا بإيجابية مع إجراءات حفظ الأمن.
كما بدأت الأجهزة الأمنية تحقيقات موسعة لتحديد الجناة وملاحقتهم.


لقاءات رسمية ودعوات لعدم الانجرار خلف الفتنة
عُقد اجتماع طارئ في محافظة حمص، بمشاركة قيادات رسمية ومحلية وعشائرية ودينية، لبحث طرق تعزيز الاستقرار ومنع أي مظاهر للفوضى.
الجهات العشائرية أدانت الجريمة، ودعت الأهالي للالتزام بضبط النفس وعدم الانجرار خلف أي دعوات تحريضية، مؤكدة ضرورة “الحفاظ على السلم الأهلي وحق الجوار”.


مطالب بتحقيق دولي
جهات دينية واجتماعية أخرى طالبت بتدخل دولي لتوثيق ما وصفته “بانتهاكات طالت السكان في مناطق معينة”، داعية لإرسال لجنة تحقيق مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات، وسط مخاوف من احتمال اتساع التوتر في حال عدم السيطرة على الوضع.


كيف امتد التوتر داخل المدينة؟
وفق شهادات لأهالٍ من حمص، فإن انتماء الزوج المقتول لإحدى القبائل دفع مجموعات عشائرية للقيام بهجمات انتقامية على أحياء عدة، بينها: المهاجرين – المضابع – الأرمن.
وشملت الهجمات حرق سيارات وتكسير ممتلكات والاعتداء على مدنيين، إلى جانب قطع الطرقات في بعض النقاط.
هذا الوضع دفع قوى الأمن الداخلي للتدخل وفرض حظر تجوال في المناطق التي شهدت الاعتداءات.


وزارة الداخلية: تعزيز الانتشار وحظر تجوال
أكدت وزارة الداخلية رفع جاهزية القوى الأمنية في زيدل ومحيطها، مع انتشار واسع لمنع توظيف الجريمة في تأجيج الفتنة.
كما فُرض حظر تجوال في مدينة حمص من الخامسة مساء حتى الخامسة صباحًا كإجراء احترازي.


زيدل… بلدة ذات نسيج مختلط
تقع زيدل جنوب شرق حمص، ويقطنها خليط من المسيحيين والمسلمين، وهو ما يجعل أي حادثة ذات طابع طائفي مصدر قلق كبير لدى الأهالي، خوفًا من التأثير على التعايش الاجتماعي في المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 10