أعلن مدير صحة حمص، عبد الكريم غالي، أن مشافي المحافظة استقبلت أمس الأحد جثتي الزوجين اللذين قُتلا في الجريمة التي شهدتها بلدة زيدل، إضافة إلى 18 مصاباً، معظمهم نتيجة إطلاق نار عشوائي، فضلاً عن بعض الإصابات الناجمة عن حوادث مرورية وقعت بالتزامن مع التوترات الأمنية.
وأوضح غالي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن غالبية الجرحى حالاتهم مستقرة، باستثناء إصابة واحدة حرجة تتلقى رعاية مكثفة. وأكد أن عدداً كبيراً من المصابين سيغادرون المشافي خلال الساعات المقبلة بعد استكمال العلاج اللازم، مطمئناً الأهالي بأن الوضع الصحي تحت مراقبة دقيقة وأن الكوادر الطبية تعمل بكامل طاقتها لتأمين الاستجابة السريعة للمصابين.
وتعيش بعض أحياء مدينة حمص حالة من التوتر منذ وقوع جريمة زيدل، فيما نفّذت قوى الأمن الداخلي انتشاراً واسعاً بهدف منع استغلال الحادثة لإثارة الفتنة، مؤكدة التزامها بحفظ السلم الأهلي والتعامل بحزم مع أي محاولة لزعزعة الاستقرار.
خلفية التصعيد الأمني في حمص
شهدت محافظة حمص، يوم أمس الأحد، تصعيداً أمنياً لافتاً بدأ بجريمة قتل مروعة في بلدة زيدل، حيث عثر على زوجين مقتولين داخل منزلهما، وتعرضت جثة الزوجة للحرق، في حادثة أثارت صدمة واسعة بين السكان. ورافقت الجريمة كتابات تحمل طابعاً طائفياً، ما زاد من حدة التوتر ودفع الأجهزة الأمنية إلى فتح تحقيق موسع لتعقب الجناة وكشف ملابسات الحادثة.
وبعد ساعات من وقوع الجريمة، شهد حي المهاجرين في مدينة حمص هجوماً مسلحاً نفذته مجموعة من عشائر بني خالد، تخلله إطلاق نار عشوائي، واقتحام منازل، وتكسير لمحال تجارية، ما أدى إلى سقوط إصابات عدة بين المدنيين، وانتشار الذعر في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في ظل حالة توتر ممتدة داخل المحافظة، في وقت تكثف فيه القوى الأمنية جهودها لمنع أي انفلات قد يؤدي إلى فتنة اجتماعية أو صدام أهلي، وسط دعوات رسمية وشعبية للحفاظ على وحدة المجتمع واستقرار المدينة.