تحولت الحياة في ضاحية بيروت الجنوبية إلى مقامرة يومية على البقاء
إسرائيل، بحسب تقاريرها الإعلامية، لا تتوانى عن استهداف أي مكان تعتبره «هدفاً»، دون مراعاة للمدنيين أو الاتفاقات الدولية، في أسلوب يكرس الاستباحة ويفرض الخوف على السكان.
في يوم عادي من نهاية الأسبوع، كانت الشوارع تعجّ بمحاولات الناس للعيش واستمرار أعمالهم، رغم استهداف الطيران الإسرائيلي شقة داخل مبنى سكني في شارع مزدحم بالمحال والمارة. العملية، التي وصفها الإعلام الإسرائيلي بأنها «حققت هدفها»، أعادت تذكير السكان بأن وقف إطلاق النار المعلن في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 ليس أكثر من خيط رفيع يفصل بين الحياة والموت.
أصبح اللبنانيون يتابعون هواتفهم بشكل دائم تحسباً لأي تحرك للطائرات المسيّرة أو سقوط صواريخ، بينما تُنشر خرائط الإخلاء من قبل حسابات إسرائيلية رسمية، ما زاد الشعور بانعدام الأمان كل غارة أو قذيفة تُلقى على الشوارع والمنازل تترك أثرها النفسي على السكان، الذين صاروا يتنقلون وكأنهم جثث متحركة بين أهداف إسرائيلية محتملة.
مع ذلك، يتمسّك الناس بحياتهم ويستمرون في أعمالهم اليومية. بين احتمالين لا ثالث لهما: الموت أو الصمود، يفتحون محالهم، يذهبون إلى أعمالهم، ويستمرون في البحث عن غد أفضل هذا الخيط الرفيع من الأمل يظل الرابط الوحيد بين السكان والحياة في ظل ظروف الاستهداف المستمرة.
الضاحية الجنوبية، كغيرها من المناطق اللبنانية، تعيش تحت وطأة تهديد دائم، يظهر أن إسرائيل تعامل المدنيين كأدوات ضغط، دون احترام للحدود الإنسانية أو القانون الدولي، فيما الشعب اللبناني يواصل كفاحه من أجل الحياة وسط خوف دائم ومخاطر متجددة.