المجاعة تتفاقم: نصف سكان سوريا يواجهون انعدام الأمن الغذائي

2025.11.24 - 07:14
Facebook Share
طباعة

تشهد سوريا أزمة غذاء متفاقمة، حيث يواجه ملايين السوريين مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي نتيجة تراكم الأزمات الاقتصادية، النزاعات المستمرة، والظواهر المناخية المتطرفة. ورغم محاولات برنامج الأغذية العالمي للحد من المخاطر، تشير التوقعات إلى استمرار تفاقم الوضع خلال العام المقبل، مع تزايد أعداد السكان الذين لا يجدون ما يكفيهم من الغذاء.

تدهور الأمن الغذائي على نطاق واسع:

يشير تقرير "توقعات برنامج الأغذية العالمي لعام 2026" إلى أن سوريا واحدة من بين ستة بلدان تواجه "قلق بالغ جداً"، حيث يعاني نحو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، أي ما يقارب نصف السكان ويقدر التمويل المطلوب لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً في سوريا خلال عام 2025 بنحو 250 مليون دولار، لتوفير الغذاء لـ 2.8 مليون شخص.

تحدث هذه الأزمة في ظل جفاف مطول أثر بشكل كبير على إنتاج المحاصيل والحبوب، إذ بلغ إنتاج سوريا من الحبوب نحو 1.2 مليون طن، أقل بنسبة 60% من المتوسط، مما يفاقم المخاطر الغذائية بشكل حاد.

العوامل المؤثرة على انعدام الأمن الغذائي:

تعد الظروف المناخية القاسية من أبرز العوامل، حيث ازدادت موجات الجفاف والفيضانات والعواصف بشكل متكرر وشديد، ما أثر سلباً على المحاصيل والمراعي والمياه إلى جانب ذلك، تساهم النزاعات المستمرة، تداعيات الحرب، تضرر البنية التحتية، وصعوبة الوصول إلى الأراضي الزراعية بسبب الألغام ومخلفات القتال، في تعميق أزمة الغذاء.

كما ساهمت الأزمة الاقتصادية الطويلة ونقص واردات النفط وانخفاض قيمة الليرة السورية في تقليص القوة الشرائية، في حين لم يغطي الحد الأدنى للأجور سوى جزء محدود من الاحتياجات الغذائية للسكان.

تداعيات ارتفاع الأسعار ونقص الموارد:

زاد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، تضاعف تكاليف الأسمدة، وتراجع إنتاج المحاصيل من تفاقم الأزمة.
على سبيل المثال، ارتفعت كلفة المعيشة إلى نحو 2 مليون ليرة سورية في حزيران 2025، بعد أن بلغت 2.2 مليون في أيار، بينما ارتفع الحد الأدنى للأجور إلى 750 ألف ليرة شهريًا، لتغطية 37% فقط من الاحتياجات الغذائية.

كما أدت الصعوبات الاقتصادية إلى تأخر زراعة الحبوب الشتوية لعام 2025، وزيادة الفجوة بين العرض والطلب على الغذاء، مما يجعل الكثير من الأسر غير قادرة على تأمين احتياجاتها الأساسية.

تحديات إعادة الإدماج والنازحين:

رغم عودة أكثر من 1.14 مليون شخص إلى مناطقهم الأصلية منذ سقوط نظام الأسد، فإن تضرر البنية التحتية وانعدام الأمن والخدمات المحدودة يعرقل إعادة الإدماج واستعادة سبل العيش وتبقى التحويلات والمساعدات الدولية محدودة مقارنة بحجم الأزمة، مع توقعات بتفاقم الوضع في الأشهر المقبلة نتيجة انخفاض هطول الأمطار وضعف الإنتاج الزراعي.

توضح التقارير أن سوريا تواجه أزمة غذاء شديدة التأثير، تهدد ملايين السكان، مع تزايد الحاجة لدعم دولي عاجل وعلى الرغم من جهود برنامج الأغذية العالمي للحد من الكارثة، فإن استمرار النزاعات، الجفاف، الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار يجعل المستقبل الغذائي للسوريين هشاً للغاية، ويضع البلاد على شفا المجاعة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3