لبنان: 4500 أستاذ يحتجون على تدهور رواتب التعليم الرسمي
نفّذت روابط التعليم الرسمي في لبنان، بما يشمل التعليم الأساسي والثانوي والمهني، اليوم الخميس إضرابًا عامًا مصحوبًا بمسيرة حاشدة انطلقت من ساحة بشارة الخوري وصولًا إلى محيط السراي الحكومي، في خطوة تهدف إلى التأكيد على أن كرامة المعلم حق لا يمكن التنازل عنه، وأن مطالبهم لن تُستعاد بالوعود فقط بل بالضغط والمثابرة المستمرة.
وأكد المشاركون في الإضراب أن الرواتب تآكلت بشكل كبير منذ بداية الأزمة الاقتصادية في 2019، وسط ارتفاع هائل في أسعار المواد الأساسية وتراجع القدرة الشرائية، ما دفع المعلمين إلى التحرك للدفاع عن لقمة العيش واستمرارية العملية التعليمية، بعد سنوات من الوعود المتكررة التي لم تُترجم إلى حلول فعلية.
في هذا السياق، شدد رئيس رابطة التعليم الأساسي، حسين جواد، في تصريح لوسائل إعلام محلية على أن "اعتصام اليوم ليس سوى خطوة أولى ضمن سلسلة تحركات ستستمر ما لم تتخذ الحكومة إجراءات عملية لمعالجة أوضاعنا" وأوضح جواد أن نحو 4500 أستاذ شاركوا في المسيرة، مؤكدًا أن السلطات الرسمية تتصرف وكأنها غير مهتمة بالصرخة التي يطلقها المعلمون منذ سنوات، رغم حجم الأزمة التي تؤثر على المدرسة الرسمية بأكملها.
وأشار جواد إلى أن تجاهل الحكومة يضع المعلمين أمام خيار الإضراب المفتوح، وهو إجراء يُعد "الملاذ الأخير" إذا استمر التجاهل، مضيفًا "الروابط تنتظر مبادرة حكومية جدّية تضع جدولًا واضحًا لمعالجة الرواتب، بدل الحلول الترقيعية التي تُطرح ثم تُنسى"، معتبراً أن استمرار هذه الوضعية يهدد جودة التعليم ويزيد من خسارة الكوادر التعليمية المؤهلة.
يذكر أن الإضرابات السابقة للمعلمين في لبنان أدت إلى تعطيل الدراسة لفترات متفاوتة، ما أثر على آلاف الطلاب في مختلف المناطق، بينما يواجه المعلمون ضغوطًا متصاعدة من أجل التوفيق بين مطالبهم المعيشية وحاجات الطلاب التعليمية وتضيف الأزمة الاقتصادية ضغوطًا إضافية على القطاع، مع استمرار انهيار القدرة الشرائية وتآكل الخدمات العامة، ما يجعل مطالب المعلمين الملحة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
ويؤكد المعلمون أن استعادة حقوقهم لا تتعلق فقط بالجانب المالي، وانما ترتبط أيضًا بالاعتراف بدورهم الحيوي في بناء مستقبل الأجيال، مع الحفاظ على استقرار التعليم الرسمي وحماية سمعة المدارس الحكومية في لبنان.
