الحرب والسياسة الإنسانية: كيف فرض الشرع التسامح في العمليات العسكرية

2025.12.01 - 03:17
Facebook Share
طباعة

مع تصاعد الأحداث في سوريا وانهيار نظام بشار الأسد، برزت تجربة معركة "ردع العدوان" في نوفمبر 2024 كمرحلة فارقة أثبتت أن القيادة العسكرية يمكن أن تترافق مع مسؤولية إنسانية واضحة قبل إطلاق العمليات، ركّز أبو محمد الجولاني، الذي أصبح لاحقًا الرئيس أحمد الشرع، على حماية المدنيين وضمان أن يكون الانتصار وسيلة للعدالة لا للثأر، مع الحفاظ على وحدة المجتمع السوري وتعزيز قيم التسامح بعد سنوات طويلة من الصراع.
وفق تصريحات العميد أحمد رزق، قائد الفرقة 80 في الجيش السوري، كان الشرع مهتمًا قبل أي خطوة عسكرية بضمان عدم وقوع أعمال انتقام أو تهجير للسكان المحليين، مؤكدًا على الالتزام بالجانب الإنساني في كل مراحل المعركة.


أولويات الشرع: منع الثأر وإراقة الدماء

خلال اجتماع عقده الشرع مع قادة غرفة عمليات "ردع العدوان" وكبار القادة العسكريين، شدد على أن القتل وإراقة الدماء يجب أن تُستبدل بروح التسامح وأضاف رزق أن الرئيس كان حريصًا على ألا يتعرض أهالي مدينة حلب لأي تهجير أو إقصاء، وأن يكون الانتصار وسيلة لتحقيق العدالة دون الانتقام الشخصي.

التواصل مع السكان قبل المعركة:

قبل بدء العمليات بشهر، دعا رزق وجهاء مناطق الريف الغربي، وأوضح لهم أن المعركة قادمة، لكنه شدد على أن النصر الحقيقي لا يعني الثأر، وانما يعني العفو والتسامح وبفضل هذا التوجيه، مضت العمليات دون تسجيل أي حالات انتقام، مع انضباط واضح للقوات المشاركة في المعركة.

شعار المعركة: نصراً بلا ثأر

منذ إطلاق معركة "العدوان"، أصدر الشرع تصريحات علنية أكد فيها أن المعركة لا مكان فيها للثأر، وأن هدفها حماية المدنيين وتحرير الأراضي من النظام السابق عند دخول الثوار إلى مدينة حماة، دعا في مقطع فيديو إلى أن يكون الفتح "رحمة ومودة" لا ثأرًا.

وفي لقاء لاحق مع مجموعة من صنّاع المحتوى، أوضح الشرع أن عنوان المعركة كان: "اللهم نصراً لا ثأر فيه"، مؤكداً العقلية الثأرية لا تبني دولة، وأن الانتصار الحقيقي هو الذي يضمن الأمن والاستقرار للسكان المحليين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2