تشهد مدارس مدينة دير الزور أزمة متفاقمة في الكادر التدريسي، أدت إلى تعطّل شبه كامل للعملية التعليمية في كثير من الصفوف، ما اضطر الطلاب للعودة إلى منازلهم يوميًا دون تلقي أي حصص دراسية. وتتزايد شكاوى الأهالي والطلاب مع استمرار غياب المعلمين لمساقات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها.
يرجع الأهالي أسباب هذا النقص إلى ضعف التخطيط التربوي وقلة التعيينات الجديدة، بالإضافة إلى عزوف عدد من المعلمين عن الالتزام بسبب انخفاض الرواتب، والظروف المعيشية التي تدفع البعض للبحث عن وظائف أخرى أو أعمال إضافية على حساب دوامهم في المدارس.
ويقول أولياء الأمور إن المشكلة تطال مختلف المراحل الدراسية، من التعليم الأساسي وحتى المرحلة الثانوية. ففي العديد من المدارس، يغيب المعلمون لعدة أيام متتالية دون وجود بديل، ما يجبر الإدارات على إعادة الطلاب إلى منازلهم بشكل يومي.
ويعبّر أحد أولياء الأمور عن غضبه من الوضع القائم قائلاً:
“ابني بالصف السادس، ثلاث أيام ما دخل ولا حصة… كل يوم نرجع لأن ما في مدرسين. حتى إدارة المدرسة ما عم تعرف شو تعمل، وكل وعودهم تسكين مؤقت.”
أما طلاب المرحلة الثانوية، فيؤكدون أن غياب أساتذة المواد الأساسية يهدد مستقبلهم الدراسي، خصوصاً الطلاب الذين يستعدون لشهادتي التاسع والبكالوريا. ويقول أحد الطلاب:
“عندنا مواد مثل الرياضيات والإنكليزي ما في لها معلمين ثابتين، كيف بدنا ننجح أو نفهم شي؟”
ويطالب الأهالي الجهات التربوية بالتحرك سريعاً لإعادة إنعاش العملية التعليمية، وذلك عبر تعيين كادر جديد، أو إعادة توزيع المعلمين بشكل منظم بين المدارس، أو تقديم حوافز تشجع المعلمين على الالتزام بالدوام وعدم ترك الحصص شاغرة.
كما يحذر أهالي دير الزور من أن استمرار الوضع الحالي ينذر بانهيار شامل للقطاع التعليمي في المدينة، وسيسهم في توسّع الفجوة بين طلاب المنطقة وبقية المحافظات، في وقت تحتاج فيه دير الزور بشكل كبير إلى تطوير التعليم كركيزة لإعادة بناء المجتمع بعد سنوات من الصعوبات والتحديات.