الميكانيزم الدولي يواصل متابعة التهدئة على الحدود اللبنانية

2025.12.03 - 11:35
Facebook Share
طباعة

أثار تكليف السفير السابق لدى الولايات المتحدة، سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني في اجتماعات "الميكانيزم" المتخصصة بمراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، اهتمام المتابعين للشأن الأمني والدبلوماسي على حد سواء. وتأتي هذه اللجنة ضمن الوساطة الدولية الخاصة بملف الحدود، التي تضم "اليونيفيل" ولبنان وإسرائيل، إضافة إلى ممثلين فرنسيين وأميركيين. ويمثل تكليف مدني بخبرة دبلوماسية واسعة خطوة جديدة، تفتح المجال أمام مشاركة سياسية مباشرة إلى جانب اللجنة العسكرية التقليدية.

مصادر في وزارة الخارجية والمغتربين اكتفت بالقول "لا تعليق" حول هذا القرار، في حين اعتبرت مصادر مطّلعة لوسائل إعلام محلية أن اختيار كرم يعد من أنجح القرارات التي تم اتخاذها، لأنه ينسجم مع استراتيجية لبنان في إضافة عنصر سياسي إلى الميكانيزم، بالتنسيق مع الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، لاستكشاف إمكانية بدء المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.

وبخصوص ما إذا كان هذا التعيين يشير إلى اتجاه لبنان نحو المفاوضات بدلاً من التصعيد الميداني، أوضحت المصادر أن الهدف يجمع بين المسارين معاً، إذ يُعد التعيين خطوة لتسهيل الحوار السياسي مع إسرائيل، في الوقت الذي يبقى فيه الحفاظ على قدرة الردع العسكري قائمًا على الحدود.

مصادر نيابية اخرى رأت أن اللافت في القرار هو ضم مدني إلى لجنة الميكانيزم، مشيرة إلى أن كرم يتمتع بخلفية وطنية متشددة على أسس الدولة اللبنانية، ما يتيح للبنان موقفًا قوياً ضمن المفاوضات وأشارت إلى أن الأهمية الحقيقية للتعيين ليست في الشكل، بل في النتائج التي قد تتحقق لصالح لبنان على صعيد الحدود والأمن السيادي.

سيمون كرم، الذي درس المحاماة وعمل بها، شغل مناصب عدة منها محافظ منطقة البقاع عام 1990 ومحافظ بيروت عام 1991، وعُين سفيراً للبنان في الولايات المتحدة عام 1992 قبل أن يستقيل بعد نحو عام عرف كرم بمواقفه المؤيدة لاتفاق الطائف، وبحثه الدائم عن انسحاب القوات السورية من لبنان، معارضة لنظام الأسد السابق، ما يمنحه تاريخاً دبلوماسياً وسياسياً يعزز مصداقية لبنان في التعامل مع الملفات الحدودية الحساسة.

مع هذا التعيين، يبدو أن لبنان يسعى لإيجاد توازن بين المفاوضات السياسية والقدرة على الردع، لتأمين حدوده الجنوبية وضمان استمرار وقف إطلاق النار دون تصعيد، ما يجعل المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد اتجاه المفاوضات وأثرها على الاستقرار الداخلي والخارجي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8