نواف سلام: لبنان مستعد لمفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل دون تطبيع

2025.12.03 - 02:48
Facebook Share
طباعة

تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام حول استعداد لبنان للدخول في مفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل تعكس محاولة بيروت الموازنة بين التهدئة والاستعداد العسكري في ظل توترات إقليمية متصاعدة، لبنان يسعى عبر هذه الخطوة إلى إعادة فرض سيادته على قراره الاستراتيجي، خصوصاً بعد أن أظهرت الأحداث الأخيرة محدودية الردع التقليدي على الجانب الإسرائيلي، لا سيما في ضوء الأحداث الميدانية على الحدود وتأثير الصراع في غزة على الداخل اللبناني.

ضم دبلوماسي لبناني سابق إلى لجنة "الميكانيزم" يعد خطوة لبنانية لتأمين إطار قانوني ودبلوماسي محصن سياسياً لإدارة المفاوضات الأمنية مع إسرائيل، بعيداً عن مسار سلام أو أي خطوات نحو التطبيع، مؤكداً التزام الحكومة بالخط الوطني الموحد في التعاطي مع الملف الإسرائيلي من جهة أخرى، تصريحات سلام توضّح أن الحكومة تلعب على مستوى الردع السياسي والإعلامي، حيث أكد أن لبنان ليس بصدد الدخول في مفاوضات سلام، وأن أي مسار تطبيعي مرتبط بالعملية الشاملة للسلام.

الإشارة إلى وصول رسائل إسرائيلية تحمل مؤشرات على احتمال تصعيد توضح أن لبنان يراقب عن كثب تصرفات إسرائيل ويقيّم المخاطر، ولاسيما في ظل تحذيرات الموفدين الدوليين حول قابلية الوضع للتدهور في أي لحظة. هذا يعكس إدراك الحكومة اللبنانية أن التوازن الأمني هشّ، وأن أي مغامرة قد تجر البلاد إلى مواجهة مباشرة ستزيد من تعقيد الوضع الداخلي والخارجي.

من الناحية الداخلية، موقف سلام من سلاح حزب الله يؤكد التوجه الرسمي نحو إعادة الدولة إلى موقعها المركزي في إدارة الشؤون الأمنية والعسكرية التأكيد على تسليم السلاح، واعتباره شرطاً لبناء الدولة، يعكس رغبة الحكومة في إخضاع كل أدوات القوة داخل لبنان للسيادة الوطنية، لمنع أي استخدام غير رسمي قد يجر البلاد إلى صراعات مباشرة مع إسرائيل.

ختاماً، تصريحات سلام توضح حكمة سياسية متوازنة، تجمع بين التحذير من المخاطر، الاستعداد الأمني، وإرساء سيادة الدولة كما تظهر أهمية استخلاص العبر من تجربة نصرة غزة وتداعياتها على الداخل اللبناني، لتفادي أي مغامرات قد تؤدي إلى تصعيد جديد، في وقت يظل لبنان محاطاً بتحديات إقليمية ودولية معقدة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5