اعتصامات في طرطوس احتجاجًا على النقل القسري للموظفين
نفذ عمال وعاملات مرفأ طرطوس اعتصامًا أمام مبنى المحافظة احتجاجًا على قرارات نقل وصفوها بـ“الجائرة”، والتي تقضي بإرسال عدد منهم للعمل في معابر جرابلس والبوكمال في المناطق الشرقية. وقد شمل معظم المعتصمين أبناء الطائفة العلوية، الذين عبّروا عن رفضهم لهذه القرارات بسبب ما يترتب عليها من آثار سلبية على حياتهم المعيشية والأسرية.
وأثارت الطريقة التي تم بها الإعلان عن هذه القرارات غضب الموظفين، إذ وصلت إليهم عبر تطبيقات الهاتف دون أي إخطار رسمي مسبق، ما يُعد مخالفًا لقوانين العمل المعمول بها. ويعتبر العمال أن هذا الأسلوب تعسفي وينم عن تجاهل كامل لمصالحهم وأمنهم الشخصي.
وأكد المحتجون أن التكاليف المترتبة على السفر والاستقرار في المناطق الشرقية كبيرة جدًا، وقد تضطر العديد من الأسر إلى تقديم استقالات جماعية، ما يعني خسارة مصدر دخلهم الوحيد، في وقت يعاني فيه القطاع العام من أوضاع اقتصادية صعبة وارتفاع تكاليف المعيشة.
ويأتي اعتصام عمال مرفأ طرطوس في سياق تصاعد الشكاوى حول آليات النقل والتعيين في المؤسسات الحكومية، وسط انتقادات متزايدة لعدم الشفافية في اتخاذ القرارات الإدارية وتأثيرها على الاستقرار الوظيفي للموظفين.
وفي سياق مشابه، شهد مرفأ اللاذقية مؤخرًا احتجاجات على قرارات نقل مماثلة، حيث أُبلغ نحو 100 موظف بالانتقال إلى معابر بعيدة في البوكمال بدير الزور الشرقي، والراعي في ريف حلب الشمالي، والحمام شمال غربي حلب. واعتبر هؤلاء الموظفون أن النقل التعسفي يهدد استقرارهم ويضع حياتهم تحت ضغط إضافي، ويكرس حالة من القلق المستمر حول مستقبل عملهم.
ويطالب المعتصمون الجهات المعنية بإلغاء هذه القرارات، واعتماد آليات شفافة للنقل والتعيين، بما يراعي الظروف المعيشية للعاملين ويضمن عدم المساس باستقرارهم الأسري، إضافة إلى فتح حوار جاد حول تحسين بيئة العمل في المرافئ.
