أكدت مصادر محلية في محافظة الرقة، شرقي سوريا، وفاة شاب تحت التعذيب داخل أحد مراكز الاحتجاز التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، وذلك بعد ساعات قليلة من اعتقاله.
وذكرت شبكة "الرقة تذبح بصمت"، الثلاثاء، أن الشاب محمد الحسن فقد حياته نتيجة التعذيب بعد اعتقاله إثر مداهمة منزله في بلدة الحوس بريف الرقة الشرقي. وأوضحت الشبكة أن الحسن كان بصحة جيدة عند توقيفه، قبل أن تقوم “قسد” لاحقًا بتسليم جثمانه إلى عائلته وعليه آثار تعذيب واضحة.
وفي أيلول الماضي، أفادت شبكات إخبارية محلية، من بينها "فرات بوست"، بأن الشاب أحمد الساجر قضى هو الآخر تحت التعذيب بعد أيام من اعتقاله على يد عناصر “قسد”، وذلك عقب العثور في هاتفه على العلم السوري ومقاطع مصوّرة مؤيدة للحكومة السورية.
اعتقالات متواصلة في مناطق سيطرة “قسد”
شهدت الأشهر الماضية حملة اعتقالات واسعة طالت مئات المدنيين، سواء عقب سقوط النظام أو بعد الإعلان عن الاتفاق بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي. وجاءت معظم الاعتقالات بسبب رفع العلم السوري أو إبداء دعم للحكومة السورية.
ورغم إعلان “الإدارة الذاتية” اعتماد علم الثورة ورفعه في مؤسساتها، فإنها تستمر في توقيف أي شخص يرفع العلم السوري في الأماكن العامة. كما تعرض آخرون للاعتقال بسبب وجود صور للعلم أو للرئيس أحمد الشرع في هواتفهم، أو نتيجة نشر منشورات مؤيدة للحكومة على مواقع التواصل.
وتوجّه “قسد” للمعتقلين في الغالب تهمة الانتماء لتنظيم "داعش"، فيما يؤكد ناشطون أن هذه الاتهامات غير دقيقة، مشيرين إلى أن سبب الاعتقالات الحقيقي يعود إلى معارضة هؤلاء لسياسات “قسد” أو محاولة تجنيدهم إجباريًا في صفوفها.
تشير تقارير محلية وحقوقية إلى أن مراكز الاحتجاز التابعة لـ“قوات سوريا الديمقراطية – قسد” تشهد أوضاعًا صعبة للموقوفين، وسط شكاوى متكررة تتعلق بطول فترات الاحتجاز دون محاكمة، وصعوبة التواصل مع العائلات، إضافة إلى مزاعم عن سوء معاملة داخل بعض السجون. وتوثّق منظمات محلية حالات لمعتقلين تعرّضوا لانتهاكات خلال التحقيق أو داخل مراكز الاحتجاز، خصوصًا في القضايا المرتبطة بالمواقف السياسية أو الاشتباه بالانتماء لتنظيمات مسلّحة. وتطالب جهات حقوقية بضرورة تحسين ظروف الاحتجاز، وتوفير رقابة مستقلة تضمن معاملة إنسانية تتوافق مع القوانين المحلية والمعايير الدولية، خاصة مع تزايد البلاغات حول حوادث وفاة وإصابات داخل السجون خلال السنوات الأخيرة.