"الحرس الوطني في السويداء": اعتقالات وتعذيب وتصاعد التوتر

2025.12.04 - 08:44
Facebook Share
طباعة

 تشهد محافظة السويداء حالة توتر متصاعدة عقب تعرض عدد من المعتقلين لتعذيب شديد في مقار تابعة لما يُعرف بـ"الحرس الوطني". هذه الممارسات جاءت بعد وفاة أحد أبرز الشخصيات المحلية أثناء الاحتجاز، ما أثار مخاوف واسعة بين السكان حول مصير الموقوفين وأساليب الاحتجاز المتبعة.


"جلسات التأديب" وأساليب التعذيب
تحولت مقار الحرس الوطني في الشهرين الماضيين إلى مراكز اعتقال يمارس فيها التعذيب النفسي والجسدي بحق المحتجزين، خصوصاً أولئك الذين يُنظر إليهم كمعارضين أو كانوا ضمن تشكيلات عسكرية قديمة. وتشمل أساليب التعذيب: الضرب المبرح، التعليق لساعات طويلة، الحرمان من النوم والطعام، الترهيب بأدوات حادة، منع التواصل مع العائلات، وفصل المعتقلين عن بعضهم لمنع تبادل المعلومات.

بعض المعتقلين نقلوا إلى مقار أخرى بعد "جلسات تأديب" عنيفة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، ما يضاعف المخاوف الشعبية ويزيد الاحتقان في المحافظة.


إبعاد القيادات القديمة وإضعاف القوى المحلية
في الوقت نفسه، بدأت تشكيلات عسكرية قديمة في السويداء بالابتعاد تدريجياً عن دائرة الحرس الوطني، في محاولة للنأي بنفسها عن ممارساته. وتشير المعطيات إلى أن قيادات محلية سابقة أُبعدت أو خضعت لضغوط مباشرة لإقصائها عن المشهد، في إطار استراتيجية لفرض مركزية قسرية للميليشيا داخل المحافظة.

هذا الإقصاء المتدرج يخلق شرخاً داخل القوى المحلية، ويضعف القاعدة الاجتماعية التقليدية التي بنت السويداء توازنها الداخلي خلال السنوات السابقة، ما ينعكس على قدرة المجتمع المحلي على الاحتواء والتوازن في أوقات الأزمات.


حالة الغليان الشعبي ومخاطر الحراك
تزامناً مع هذه التطورات، تشهد السويداء حالة غليان شعبي نتيجة التدهور الأمني والاستفزازات المستمرة من الحرس الوطني، والتي تشمل إطلاق الرصاص في الهواء، تهديد السكان، واحتكار المحروقات والمساعدات.

المخاوف من الحراك الشعبي تتزايد وسط قمع مستمر، إذ يُخشى أن أي تحرك شعبي قد يواجه بمواجهات عنيفة، ما يزيد من احتمالات التصعيد الداخلي والفوضى. هذا الاحتقان وصل إلى مستويات غير مسبوقة خلال الأيام الأخيرة، مع تزايد الانتقادات الشعبية لأساليب توزيع الموارد، واتهامات بالفساد والمحسوبية.


السويداء على مفترق طرق
الوضع في السويداء يعكس تحديات عميقة تواجه المجتمع المحلي بعد سقوط النظام السابق، مع صعود ميليشيات مسلحة تسعى لفرض نفوذها بالقوة. المحافظة تواجه اليوم اختباراً صعباً بين الاحتقان الشعبي والقمع الأمني، فيما تبقى الحاجة ماسة لإيجاد توازن بين السلطة المحلية ومطالب السكان، لضمان استقرار المنطقة وتجنب انفجار الوضع الأمني.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10