لا تزال العلاقة بين حكومة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) متوترة، ويشهد تنفيذ الاتفاقات بين الطرفين حالة من الشد والجذب. رغم توقيع اتفاق بين دمشق وقائد قسد، مظلوم عبدي، في مارس/آذار الماضي، لم تُسلم قسد إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرتها بالكامل للدولة السورية.
وفي مقابلة تلفزيونية بثها الإعلام السوري الرسمي في 12 سبتمبر/أيلول، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع وجود نوع من التباطؤ في تنفيذ الاتفاق، مشيراً إلى أن قسد لا تمثل كامل المكون الكردي في سوريا.
لكن، ماذا فعلت قسد خلال الفترة الأخيرة من العام الماضي، بالتحديد أثناء تقدم قوات ردع العدوان في معركة إسقاط نظام الأسد؟ تقرير منصة "سوريا الآن" يوضح التفاصيل الكاملة.
تحركات قسد في الشمال السوري
شهدت المناطق الشمالية محاولة من قسد لتوسيع نفوذها واستغلال الفراغ العسكري الناتج عن تقدم فصائل المعارضة نحو دمشق. خلال احتفالات السوريين بتحرير مناطق عدة من سيطرة الأسد، خرجت مظاهرات شعبية في دير الزور رفضاً لوجود قسد.
حاولت قسد التمدد من منبج باتجاه مطار حلب الدولي، بهدف خلق فوضى وإرباك مسار قوات ردع العدوان. لكن تدخل فصائل الثورة حال دون تنفيذ هذا المخطط، وأجبرت قسد على التراجع بعد خسارة منطقة جبل رفعت، رغم احتفاظها ببعض مناطقها في حلب وريفها الشرقي.
التمدد المؤقت في الشرق السوري
في الشرق، استغلت قسد الانسحاب المفاجئ لقوات نظام الأسد من دير الزور، وتمكنت من السيطرة على المدينة وعدد من القرى المحيطة بها قبل يومين فقط من تحرير دمشق.
وبعد ذلك، انسحبت قسد من معظم المناطق التي سيطرت عليها، لكنها أبقت على سيطرتها على 7 قرى استراتيجية في دير الزور: حطلة، الحسينية، الصالحية، مرّاط، مظلوم، خشّام، وطابية جزيرة.
عملية ردع العدوان ودخول دير الزور
مع بقاء قسد في بعض مناطق دير الزور، تمركزت قوات ردع العدوان على أطراف المحافظة استعداداً لدخول المدينة. انطلقت العملية العسكرية من منطقة تادف مروراً بكويريس وخناصر وأثريا وصولاً إلى دير الزور، حيث دخلت الفصائل من 3 محاور رئيسية، بينما كان لقسد منفذ واحد عبر نهر الفرات.
خلال انسحابها، عمدت قسد إلى تدمير الجسر الترابي والمعابر في الخط الغربي لإعاقة تقدم الفصائل، مما أدى إلى تأخير دخول دير الزور يومين عن دخول دمشق. حتى الآن، لا تزال المدينة خارج السيطرة الكاملة للفصائل.
محاولات قسد لإرباك مسار معركة إسقاط الأسد أثرت مؤقتاً على التقدم العسكري، لكنها لم تمنع فصائل المعارضة من تحرير مناطق واسعة في الشمال والشرق السوري. وبالرغم من الانسحاب الجزئي لقسد، فإن بعض القرى الاستراتيجية ما زالت تحت سيطرتها، ما يجعل الوضع الأمني والسياسي في دير الزور لا يزال حساساً.