اليونيفيل في الجنوب: هل بديل دولي أم قوة أممية جديدة؟

2025.12.06 - 09:56
Facebook Share
طباعة

 زار وفد سفراء وممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي رؤساء المؤسسات اللبنانية الثلاثة أمس، والتقى وزير الخارجية يوسف رجّي وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، إلا أن اللقاء الأبرز كان في عين التينة مع الرئيس نبيه بري.

خلال الجلسة، تحدث نحو ثمانية من السفراء، مع حرص رئيس الدورة الحالية للمجلس، السفير السلوفيني، على التأكيد أن الهدف من الزيارة هو إجراء حوار والاستماع إلى المقترحات اللبنانية لضمان تطبيق القرار 1701 بالكامل، ولمعرفة أفضل السبل لدعم لبنان في المرحلة المقبلة.

وعُلم أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس تحدثت بإيجاز، مشيرة إلى أن بلادها تنظر بإيجابية إلى الخطوات التي يتخذها لبنان، خاصة فيما يتعلق بتسمية دبلوماسي لرئاسة وفد لبنان في المفاوضات مع إسرائيل.

 

موقف بري من الانتهاكات الإسرائيلية

استمع الرئيس بري لمواقف سفراء الدول، وتحدث مطولًا عن الوضع في الجنوب منذ إعلان وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن لبنان التزم منذ اليوم الأول بكل ما هو مطلوب منه، بينما واصلت إسرائيل عمليات القصف والاحتلال والاعتداءات واحتجاز الأسرى اللبنانيين.

وسأل بري أعضاء مجلس الأمن: "تقولون إنكم هنا لضمان تطبيق القرار 1701، فماذا تفعلون لإقناع إسرائيل بالالتزام به؟ وكيف يمكنكم ضمان التنفيذ إذا قررتم إنهاء مهمة قوات اليونيفيل الدولية في الجنوب؟"

وشدد بري على أن الاستقرار في لبنان يمر عبر إلزام إسرائيل بوقف الانتهاكات والانسحاب الكامل، محذرًا من أن استمرار العدوان الإسرائيلي قد يؤدي إلى تجديد الحرب، مضيفًا: "لا يجوز التفاوض تحت النار، وهذا أمر غير مقبول".

 

قاسم: القرار سقطة جديدة

من جانبه، اعتبر الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن تعيين مندوب سياسي للانخراط في المفاوضات مع إسرائيل يمثل تنازلًا مجانيًا وسقطة إضافية بعد قرار 5 آب الذي قضى بنزع سلاح المقاومة.

وخلال احتفال تكريمي للشهداء من رجال الدين وعائلاتهم الذين استشهدوا في الحرب الإسرائيلية على لبنان، قال قاسم إن حزب الله يطرح مشروعًا وطنيًا واستقلاليًا، وأن العالم المستكبر يحاول القضاء عليه بسبب هذا المشروع، مشيدًا بتحالف الحزب مع أهم التيارات المسيحية في لبنان، خصوصًا التيار الوطني الحر عام 2006.

كما تطرق قاسم إلى رسالة الحزب إلى البابا لاوون الرابع عشر، مؤكدًا أن محاولات تشويه الرسالة لن تنجح، وأن الحزب سيظل صامدًا، ولن يمنح شهادات وطنية لمن يريد تبرئة نفسه من تاريخ الحرب والجرائم.

وأشار إلى أهمية تنظيم الخلافات السياسية وفق الدستور والقوانين اللبنانية، مؤكدًا أن الانتخابات النيابية تُبرز الأمور بحقيقتها وهي حاكمة.

 

تحذيرات حول الجنوب والسلاح

جدّد قاسم موقفه حيال إسرائيل، واصفًا إياها بأنها عدو توسعي لا يلتزم بالاتفاق ويواصل الاعتداءات، موضحًا أن الهدف من هذه الاعتداءات ليس سلاح حزب الله، بل تأسيس احتلال تدريجي للبنان ورسم "إسرائيل الكبرى" عبر بوابته.

وأضاف أن الحدود اللبنانية مع إسرائيل يجب أن تكون وفق الحدود المرسومة بالاتفاق، مؤكدًا أن أميركا لا علاقة لها بالسلاح اللبناني أو بخلافات اللبنانيين الداخلية.

وحذر قاسم من أن الوفد المدني الذي يشارك في لجنة الميكانيزم يزيد الضغط والعدوان على لبنان، قائلاً: "هذا الإجراء هو سقطة إضافية بعد 5 آب. التنازل المجاني لن يغير موقف العدو".

وشدد على أن حزب الله سيحافظ على العهد وأمانة الشهداء، ولن يتراجع عن الدفاع عن لبنان وشعبه، مؤكدًا الاستعداد للتضحية القصوى دون استسلام.

 

قوة أممية أو دولية بدل اليونيفيل؟

نفى مصدر في عين التينة أن يكون وفد مجلس الأمن تطرق إلى بديل دولي جاهز لمعالجة الفراغ الذي سيتركه إنهاء عمل قوات اليونيفيل في الجنوب.

وأشار مصدر آخر إلى أن الرئيس نواف سلام ناقش الموضوع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركيين، حيث توجد أفكار عدة، منها العودة إلى الأمم المتحدة أو إنشاء قوة أممية بديلة، وليست بالضرورة قوة دولية متعددة الجنسيات.

وحذرت مصادر سياسية من أن تجربة وجود قوات متعددة الجنسيات سابقًا في لبنان تذكّر اللبنانيين بالاحتلال الإسرائيلي عام 1982، وأن أي عودة لهذا النوع من القوات قد تواجه رفضًا شعبيًا وسياسيًا.

 

الموقف الأميركي: سوريا تضبط الأسلحة وبرّاك يطالب بالحوار المدني

في سياق متصل، واصل الجانب الأميركي الضغط على لبنان للقيام بخطوات أكبر في نزع سلاح حزب الله، معلنًا أن سوريا اعترضت شحنات أسلحة متجهة إلى الحزب.

وأكد قائد القيادة المركزية الأميركية أن الولايات المتحدة وشركاءها الإقليميين لديهم مصلحة مشتركة في نزع سلاح حزب الله.

من جهته، صرّح المبعوث الأميركي توم برّاك أن الاتفاق بين سوريا وإسرائيل يمثل جزءًا من الحل للمسألة السورية، وأن سفيره الجديد في لبنان سيعمل على دفع حزب الله نحو حوار مدني، مؤكدًا أن الجيش اللبناني لن ينزع سلاح قسم كبير من الشعب بالقوة.

مع ذلك، يطالب أعضاء في الكونغرس الأميركي الرئيسين عون وسلام بـنزع سلاح حزب الله فورًا، بما في ذلك استخدام القوة إذا لزم الأمر، محذرين من أن عدم القيام بذلك قد يدفع لبنان إلى حرب متجددة ويحد من قدرة الولايات المتحدة على دعم الحكومة اللبنانية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5