تكشف المقاطع المسربة التي نشرتها قناة "العربية" عن جوانب جديدة في تقييم بشار الأسد للأوضاع العسكرية والسياسية في سوريا خلال جولته في الغوطة الشرقية عام 2018 مع مستشارته السابقة لونا الشبل توضح التسجيلات آراء الأسد الداخلية تجاه حلفائه والأطراف المشاركة في العمليات، بما فيها "حزب الله" اللبناني، وهو ما لم يكن متاحًا للجمهور من خلال البث الرسمي للتلفزيون السوري حينها وتُظهر المقاطع أيضًا التباين بين الصورة الرسمية التي عُرضت في الإعلام وبين الواقع العملي في تعامل القيادة مع الميدان وحلفائها.
تضمنت الفيديوهات شتائم وعبارات حادة تجاه الغوطة، إذ وجّه الأسد عبارات قوية ضد الأوضاع في المنطقة، في حين قالت الشبل إن الجيش السوري اكتسب خبرات إضافية مشيرة إلى دور "حزب الله" في حرب الشوارع دون أن يُسجل له تأثير ملموس على الأرض كما تضمنت المقاطع مشاهد حوارات بين الأسد والشبل حول الحواجز العسكرية، حيث سُئل الأسد عن انتماء الجنود سواء إلى "حزب الله" أو "الحرس الإيراني"، فأجاب: "آه شباب لبنان".
ايضاً شملت المقاطع مشاهد لجنود يقبّلون يد الأسد خلال مروره بالغوطة، مع ملاحظات ساخرة تجاه الصور والرموز التي كانت تُعرض له في الشوارع، ما يكشف عن أسلوبه الخاص في إدارة العلاقة مع القوات والأطراف المشاركة في العمليات العسكرية كما بيّنت التسجيلات طبيعة الحوار الداخلي بين الأسد ومستشارته، بما في ذلك التعليقات على الأداء العسكري للحلفاء، وهو ما كان مخفيًا عن المشاهدين خلال البث الرسمي.
تعد هذه التسجيلات مصدرًا مباشرًا لفهم تقييمات الأسد الداخلية خلال مرحلة حساسة من النزاع السوري، حيث يمكن من خلالها استخلاص قراءة دقيقة للتفاعلات بين القيادة السورية والقوى الحليفة في لبنان وسوريا، والتباينات بين الصورة الإعلامية والواقع الميداني في الغوطة الشرقية عام 2018.