من الحصار إلى الحرية: قصة تحرير حمص

2025.12.07 - 10:10
Facebook Share
طباعة

 في قلب المعارك الدائرة بسوريا، تميز تحرير مدينة حمص بطابع مختلف، حيث اختلطت الخطط العسكرية بين الاستراتيجية الميدانية للهجوم والالتفاف، والحرب النفسية التي سبقت اقتحام المدينة مباشرة.

بدأت أحداث المعركة قبل الهجوم الرئيسي، حين أطلقت فصائل المعارضة حملة من الشائعات القريبة من الحقيقة لإرباك قوات النظام، وأوهموها بأن المعركة ستبدأ من مناطق بعيدة عن حمص. وعلى إثر ذلك، حشد النظام قواته هناك، لتأتي المفاجأة من محاور أخرى حيث انطلقت الهجمات الحقيقية على المدينة.

بعد السيطرة على محاور أولية، تقدمت قوات التحرير شرقاً وخاضت معارك عنيفة على عدة محاور، بينما تقدمت من الغرب نحو مناطق استراتيجية، حتى أصبحت المدينة مطوقة من الشرق والغرب.

أما المحور الشمالي، فشهد الضربة الأقوى، إذ تم اقتحام أكبر وأقوى التحصينات، باستخدام المدفعية الثقيلة وسلاح متطور، إلى جانب وحدات متخصصة أحدثت هزة كبيرة في الخطوط الأمامية للعدو.

سرعة المناورة وضرب النقاط المتقدمة أجبرت كبار الضباط على الفرار، تاركين الجنود يواجهون مصيرهم، بعد أن فقدوا السيطرة على الأرض.

اعتمدت قوات التحرير أسلوب الالتفاف على عناصر النظام، بحيث تصبح كل منطقة تسقط قاعدة للتقدم نحو الهدف التالي، مع إبقاء وحدات نخبوية لتأمينها. ترافق ذلك مع بث مكثف للإشاعات داخل المدينة، عن وجود مجموعات للثوار في أحياء مختلفة، مما أربك النظام قبل دخول القوات فعلياً.


لحظة الدخول: خالد بن الوليد يستقبل المحررين
كان دخول حمص أشبه بمشهد تاريخي؛ المقاتلون توجهوا مباشرة نحو جامع خالد بن الوليد، حيث استعادوا العهد الذي قطعوه أثناء الحصار: أن يعودوا فاتحين. هناك، سجدوا شكراً، وحيوا الجامع تحية رمزية، معتبرين أن وجود "سيف الله المسلول" في مدينتهم كان دافعاً للاستمرار حتى تحقيق النصر الكامل.

من الجامع إلى ساعة حمص، خرج الأهالي لاستقبال قوات التحرير في مشهد احتفالي يليق بالإنجازات، وقد استعادت المدينة حريتها بعد سنوات من القمع والحصار.

كانت حمص يومها مدينة خالد بن الوليد الحرة، التي كسرت القيود وعادت شامخة، لتروي للعالم قصة تحرير جمع بين تكتيك الميدان وسلاح المعنويات، وأثبت أن الحرب النفسية قد تمهد الطريق للنصر كما تفعل المدافع.

مع اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011، كانت حمص من أوائل المدن التي انتفضت بالمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، وصارت محوراً رئيسياً للاحتجاجات. ومنذ ذلك الوقت، شهدت المدينة عمليات عسكرية مكثفة وقصفاً عنيفاً من قبل النظام، وتصاعدت حدة الهجمات مع تحول الاحتجاجات السلمية تدريجياً إلى نزاع مسلح في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7