مسؤول إسرائيلي يهاجم براك علنًا.. لماذا تستهدفه تل أبيب الآن؟

2025.12.10 - 10:38
Facebook Share
طباعة

 اتهم مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس براك، بالعمل بما يخدم المصالح التركية على حساب الموقف الإسرائيلي في المنطقة.

ونقل موقع «والّا» الإسرائيلي عن المسؤول قوله إنّ تل أبيب تبدي قلقًا بالغًا من تصريحات براك الأخيرة، مضيفًا أنّه يتصرف وكأنه سفير لتركيا ويؤثر، وفق تعبيره، بشكل سلبي على التطورات في الشرق الأوسط.

وأوضح المسؤول أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتبر براك "عنصرًا يتصرف بعداء تجاه إسرائيل"، مشيرًا إلى أنّه يتأثر أكثر مما ينبغي بالمواقف التركية في الملف السوري، ويتصرّف بطريقة توحي بأنه يمثل المصالح التركية في المداولات الإقليمية.

واستعرض التقرير تصريحات براك التي أدلى بها قبل أيّام في العاصمة القطرية الدوحة، والتي قال فيها:
«قد تدّعي إسرائيل أنها دولة ديمقراطية، ولكن ما يعمل في الواقع بشكل أفضل في هذه المنطقة هو نظام ملكي خيّر».

وأشار الموقع إلى أنّ إسرائيل تعمل على تعزيز نفوذها داخل الدائرة السياسية المحيطة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، لافتًا إلى أسماء من بينها وزير الخارجية ماركو روبيو، ومندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك وولز، ضمن مساعٍ للحفاظ على حضور داعم للموقف الإسرائيلي داخل الإدارة الأميركية.

1. خلفية التوتر: لماذا تستهدف تل أبيب توماس براك الآن؟
الهجوم الإسرائيلي على براك ليس معزولًا؛ بل يعكس توترًا متصاعدًا بين واشنطن وتل أبيب حول ملفات إقليمية، أبرزها:
سوريا: إسرائيل تريد استمرار الضغط الأميركي على الوجود التركي والروسي، بينما ترى أنقرة أن براك أكثر ميلاً لفهم موقفها.
تركيا–إسرائيل: العلاقة متذبذبة، وأي مسؤول أميركي يميل لتركيا يُنظر إليه في تل أبيب كـ "انحياز".
إسرائيل تاريخيًا تُفضّل أن تتماشى السياسة الأميركية في الشرق الأوسط مع رؤيتها، وأي ابتعاد يُعد تهديدًا لمعادلتها الاستراتيجية.


2. لماذا يُزعج إسرائيل تصريح الدوحة؟
تصريحات براك في الدوحة حول مقارنة الديمقراطية بالأنظمة "الملكية الخيّرة" تُعدّ انتقادًا غير مباشر لطبيعة الحكم في إسرائيل، حتى لو لم يُصرّح بذلك بشكل مباشر.
في نظر تل أبيب:
هذا التصريح يمسّ صورتها في الغرب.
يعطي أدوات جديدة لخصومها السياسيين في المنطقة.
يصدر من مسؤول أميركي، ما يجعل وقعَهُ أكبر.
بالنسبة لإسرائيل، "الخطاب" لا يقل أهمية عن "السياسة"؛ فالصورة الدولية جزء من أمنها.


3. التحرك الإسرائيلي داخل دائرة ترامب
إشارة التقرير إلى سعي إسرائيل لـ"الاستثمار" في كوادر مؤيّدة لها ضمن محيط الرئيس ترامب ليست معلومة هامشية؛ بل تدل على:
محاولة موازنة تأثير براك داخل الإدارة.
رغبة إسرائيل في خلق "جبهة داخل واشنطن" تدعم رؤيتها، خصوصًا مع شخصيات مثل ماركو روبيو و مايك وولز.

هذا النوع من الضغط السياسي جزء من أسلوب تل أبيب التقليدي: إذا خسروا صوتًا مؤثرًا في الإدارة الأميركية، يعوّضونه بصوت آخر.


4. هل براك فعلاً منحاز لتركيا؟
من منظور مهني، القصة أعقد من رواية "انحياز"، فبراك:
يتعامل مع تركيا كـ حليف داخل الناتو.
يحاول إنقاذ النفوذ الأميركي في سوريا بعد تقلّصه.
يرى أن الدور التركي أكثر قابلية للحركة من الدور الإسرائيلي على الأرض السورية.
إسرائيل تفضّل أن تكون واشنطن متشددة تجاه أنقرة، بينما براك يرى أن استيعاب تركيا أقرب للواقعية السياسية.

إذن الخلاف على الاستراتيجية وليس على "الولاء".


5. الرسالة الحقيقية وراء التسريب الإسرائيلي
نشر هذا الكلام عبر موقع "والّا" ليس صدفة.
غالبًا هدفه:
الضغط على الخارجية الأميركية لإعادة تقييم دور براك.
تشويه صورة تصريحاته قبل أن تتحوّل إلى خطاب سياسي مؤثر.
إرسال رسالة داخلية في واشنطن بأن إسرائيل غير راضية عن سياق معين في السياسات الأميركية.

هذا تكتيك إعلامي معتاد:
"إذا لم تستطع تغيير المسؤول، حاول تغيير المزاج حوله."


6. الصورة الأوسع: تنافس استراتيجي داخل واشنطن
الخبر يعكس وجود صراع أدق مما يبدو داخل الإدارة الأميركية:
تيار يدفع نحو التعاون مع تركيا في سوريا.
تيار آخر (قريب من إسرائيل) يريد تقليص نفوذ أنقرة.
وبين الطرفين، تستخدم كل جهة الإعلام والتسريبات لتقوية موقفها.


ملخص التحليل
الهجوم على توماس براك ليس مجرد انتقاد، بل:
مؤشر على خلاف استراتيجي أميركي–إسرائيلي حول سوريا.
محاولة إسرائيلية لتطويق نفوذ براك داخل إدارة ترامب.
استياء من تصريحاته في الدوحة التي مست صورة إسرائيل.
جزء من صراع نفوذ أكبر بين تركيا وإسرائيل داخل واشنطن.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9