انطلقت في إسطنبول فعاليات مؤتمر أمناء الأقصى الدولي الثالث للخطباء والدعاة، بمشاركة نحو 500 عالم وخطيب من مختلف أنحاء العالم الإسلامي تحت شعار "من منابر الأمة إلى المسجد الأقصى.. عهد ورباط" ويعكس المؤتمر التفاعل المتصاعد بين المؤسسات الدينية والدعوية مع القضايا المركزية للأمة وبالأخص قضية القدس والمسجد الأقصى في سياق التوترات المستمرة في الأراضي الفلسطينية.
ايضاً يهدف المؤتمر إلى إبراز دور المسجد الأقصى كرمز ديني وسياسي وثقافي وقياس مدى الوعي المجتمعي بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى تحليل المخاطر المحدقة بالمدينة المقدسة بما في ذلك محاولات تهويد القدس والتأثير على سكانها الأصليين وتوظيف الخطاب الدعوي للتأكيد على حقوق المسلمين في المدينة ومقدساتها.
تطرقت الندوات والجلسات إلى الربط بين معاناة الفلسطينيين في غزة والقدس واعتبارهما جزءاً من واقع واحد يتطلب تضافر الجهود لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والدينية كما ركزت المناقشات على تقييم الأوضاع الراهنة في المسجد الأقصى وسبل حماية حقوق الفلسطينيين، وتعزيز دور المؤسسات الدعوية والعلمية في رفع مستوى الوعي المجتمعي والدولي بالقضية.
وشملت فعاليات المؤتمر تحليل الخطاب الدعوي والديني في مواجهة محاولات التطبيع مع الاحتلال، وتطوير برامج تعليمية وتوعوية لإعادة تأصيل الهوية الإسلامية بالإضافة إلى دراسة انعكاسات الصراعات الإقليمية والدولية على الوضع في فلسطين، واستعراض التاريخ الإسلامي لدعم قضايا الأمة الحالية.
تناولت الندوات مجموعة محاور رئيسية منها وضع المسجد الأقصى في ظل النزاع المستمر، واقع غزة، مستقبل الاتفاقات المحتملة، دور الضفة الغربية، وأهمية تعزيز مركزية فلسطين في وجدان الأمة.
كما جرى التركيز على تطوير خطاب تربوي ودعوي متكامل يربط بين القضايا المعاصرة والهوية الإسلامية وإبراز أهمية التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.
ويختتم المؤتمر أعماله بإصدار توصيات عملية لتعزيز دور المؤسسات الدينية والعلمية في الدفاع عن القدس ودعم أهل غزة، والحفاظ على حقوق المسلمين في فلسطين، مع الدعوة إلى تبني أساليب فاعلة لمواجهة التحديات المعاصرة، وتوفير قاعدة معرفية وتربوية تسهم في استدامة حماية المسجد الأقصى.