قسد تعيد تحركاتها السياسية والأمنية نحو لبنان

2025.12.16 - 10:37
Facebook Share
طباعة

 كثّفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) خلال الأسابيع الماضية تحركاتها واتصالاتها في لبنان، في مسعى واضح لفتح قنوات تواصل مع أطراف سياسية وأمنية لبنانية متعددة، على وقع التحولات العميقة التي يشهدها المشهد السوري بعد صعود القيادة الجديدة في دمشق وبدء مرحلة إعادة ترتيب التوازنات الداخلية والإقليمية المرتبطة بالملف السوري.

ويأتي هذا الحراك ضمن محاولة قسد لتوسيع هامشها السياسي خارج الجغرافيا السورية، واستكشاف مواقف القوى المؤثرة في لبنان والمنطقة من المسار السوري المستجد، في ظل قلق داخل قيادتها من مآلات إعادة تثبيت السلطة المركزية في دمشق، واحتمالات التصعيد المحتملة مع الدولة السورية وتركيا.

وفد من قسد زار بيروت مؤخرًا وعقد سلسلة لقاءات أمنية مع مسؤولين لبنانيين، خصصت لبحث تطورات الوضع السوري و"التحديات الأمنية المشتركة، وانعكاسات التحولات الجارية في سوريا على الواقعين اللبناني والحدودي". وتندرج هذه الزيارة ضمن مقاربة أمنية–سياسية تعتمدها قسد لفتح قنوات تواصل غير معلنة مع جهات لبنانية رسمية، بالتوازي مع حراك سياسي غير مباشر.

وفي موازاة ذلك، وزعمت مصادر لبنانية أن لقاء غير معلن عُقد بين مسؤولين من قسد وحزب الله، برعاية جهة لبنانية متواصلة مع الجانبين، رغم التباعد السياسي والأمني المعروف بين الطرفين، نظرًا لارتباط قسد بشراكة وثيقة مع الولايات المتحدة، مقابل تموضع حزب الله ضمن محور إيران.

وتمحور النقاش في اللقاء بحسب المصادر حول تطورات الوضع السوري والتحديات السياسية والأمنية الراهنة، خصوصًا مستقبل مناطق النفوذ وإعادة رسم العلاقة بين المركز والأطراف، دون التوصل إلى أي إطار سياسي أو تنسيقي واضح. ويأتي اللقاء ضمن حملة اتصالات أوسع تجريها قسد مع أطراف لبنانية مختلفة، من بينها نواب مستقلون وأحزاب سياسية، في محاولة لحشد شبكة علاقات غير مباشرة لمواجهة المسار الذي تقوده الإدارة السورية لإعادة تثبيت سلطتها على كامل الجغرافيا السورية.

وسعى وفد قسد خلال اللقاء إلى استطلاع ما إذا كانت هناك اتصالات جارية أو محتملة بين دمشق وحزب الله، برعاية أطراف إقليمية مثل تركيا، في ظل الحديث عن أدوار إقليمية لإدارة المرحلة السورية الجديدة واحتواء تداعياتها الأمنية والسياسية، ومنع توترات داخل سوريا من أطراف مناهضة للتحول الجديد الذي شهدته البلاد في السنة الأخيرة.

ويأتي هذا النوع من اللقاءات في إطار تبادل التقديرات وجسّ النبض، وليس ضمن مسار سياسي أو أمني مستدام، إذ سبق لحزب الله أن أجرى اتصالات محدودة أو غير مباشرة مع شخصيات تُصنّف ضمن خصوم دمشق، دون أن يؤدي ذلك إلى تحولات سياسية أو تحالفات ثابتة.

ولا يقتصر حراك قسد على التواصل مع أطراف لبنانية رسمية أو سياسية، بل شمل لقاءات مع ضباط ورجال أعمال محسوبين على دوائر نافذة في النظام السوري المخلوع، في محاولة لفهم شبكات النفوذ القديمة واستطلاع أدوارها المحتملة في المرحلة المقبلة، خاصة أن بعض هؤلاء يقيمون ويتحركون في بيروت.

وتأتي هذه التحركات في توقيت بالغ الحساسية، مع تسارع إعادة رسم المشهد السوري سياسيًا وأمنيًا، وتزايد الأدوار الإقليمية المنخرطة في إدارة المرحلة المقبلة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5