أجهزة الاستخبارات تحذر من تصاعد قدرات داعش الرقمية
تتصاعد التحذيرات داخل الأوساط الأمنية والاستخباراتية الغربية من تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى أداة مركزية في أنشطة تنظيم داعش والجماعات المتطرفة المرتبطة به، مع توسّع استخدام هذه التقنيات في مجالات التجنيد والدعاية والهجمات الإلكترونية ونشر المحتوى المفبرك عالي الدقة. وتشير تقديرات أمنية إلى أن التنظيم بات ينظر إلى الذكاء الاصطناعي بوصفه وسيلة منخفضة الكلفة قادرة على تعويض خسائره البشرية والتنظيمية خلال السنوات الماضية.
وتكشف تقارير حديثة أن منصات موالية لداعش دعت أنصار التنظيم إلى إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنشطتهم اليومية، معتبرة سهولة استخدامها فرصة لتجاوز القيود التقنية التي كانت تحد من قدرات الجماعات المسلحة سابقا ويعيد هذا التوجه إلى الأذهان الطريقة التي استغل بها التنظيم وسائل التواصل الاجتماعي في ذروة تمدده بالعراق وسوريا، حين نجح في توسيع نطاق دعايته واستقطاب عناصر من مناطق بعيدة.
يرى مختصون في الأمن القومي أن الذكاء الاصطناعي يمنح الجماعات غير المركزية أدوات غير مسبوقة لإنتاج صور ومقاطع فيديو مزيفة ذات واقعية عالية، ما يسمح بنشر معلومات مضللة وإرباك الرأي العام وتهديد الخصوم نفسيا وإعلاميا كما يتيح لهذه الجماعات تنفيذ هجمات سيبرانية أكثر تطوراً، عبر أتمتة عمليات الاختراق وكتابة برمجيات خبيثة بجهد أقل ووقت أقصر.
وتشير تقديرات استخباراتية إلى أن التنظيمات المتطرفة بدأت فعليا اختبار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي فور إتاحتها للجمهور، مستفيدة من انتشارها الواسع وانخفاض تكلفتها ويزداد القلق مع دمج هذه الأدوات بخوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، ما قد يؤدي إلى تسريع عمليات التجنيد ونشر الدعاية على نطاق أوسع من السابق.
وفي المقابل، يرى خبراء أن الجماعات المتطرفة لا تزال بعيدة عن امتلاك القدرات المعقدة التي تتمتع بها دول كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي إلا أن الخطر يكمن في الاستخدامات البسيطة ذات التأثير الكبير في البيئات الهشة أمنيا ويُعد احتمال توظيف هذه التقنيات في مجالات أخطر، مثل دعم تطوير أسلحة بيولوجية أو كيميائية من أكثر السيناريوهات إثارة للقلق داخل الدوائر الأمنية.
أمام هذا الواقع، تتحرك مؤسسات تشريعية وأمنية في الولايات المتحدة وأوروبا لدفع التعاون مع شركات التكنولوجيا، وتكثيف تبادل المعلومات حول كيفية استغلال المنتجات الرقمية من قبل جهات متطرفة. كما يجري العمل على إعداد تقييمات دورية للمخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، في محاولة لاحتواء تهديد يتطور بوتيرة أسرع من الأطر القانونية والتنظيمية الحالية.
