قمة ثلاثية محتملة بين واشنطن وتل أبيب والقاهرة

2025.12.16 - 04:39
Facebook Share
طباعة

تحاول الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على طاولة واحدة في واشنطن ضمن مسعى لتثبيت اتفاقيات التهدئة في غزة وتجاوز العراقيل التي تواجه تطبيق المرحلة الثانية من خطة السلام ويواجه هذا المسعى معارضة إسرائيلية بسبب شروط مصر التي اعتبرتها تل أبيب غير مقبولة وقد تعرقل التوصل إلى تسوية مشتركة وتعكس التطورات الأخيرة تعقيدات المشهد السياسي في المنطقة حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية مع الملفات الإنسانية والأمنية.

أفادت تقارير الإعلام العبري بأن مصر وقطر قدما شكوى رسمية للإدارة الأمريكية ضد الإجراءات الإسرائيلية في مناطق القطاع التي لا تزال تحتلها إسرائيل، معتبرتين أن هذه الإجراءات خرق لاتفاق وقف إطلاق النار وقد تؤدي إلى عرقلة انتقال المرحلة الثانية من خطة ترامب. وتركز الاعتراضات على التحركات العسكرية الإسرائيلية التي تشمل تعديل التضاريس وتوسيع المناطق العازلة ما أثار تحذيرات متكررة من الوسطاء وقلقًا خاصًا لدى الجانب المصري الذي يخشى تقسيم القطاع أو تغيير بنيته الجغرافية والديموغرافية.

تشير المصادر السياسية في تل أبيب إلى أن إسرائيل تسعى لترسيخ وجود عسكري دائم في مناطق معينة وهو ما قد يمكنها من تجنب الانسحاب الكامل من القطاع، يعتبره الجانب المصري خرقًا صريحًا للتفاهمات الدولية. وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال لقاءه وفدًا أوروبيًا أن مصر ترفض رفضًا قاطعًا أي دعوات لترحيل الفلسطينيين أو فرض تغييرات على الوضع الجغرافي والديموغرافي في غزة، وأن أي تسوية نهائية يجب أن تحافظ على وحدة الأراضي الفلسطينية وحقوق السكان.

الموقف المصري يعكس تنسيقًا مع قطر للحفاظ على وحدة القطاع وضمان عدم استغلال المرحلة الانتقالية لفرض واقع جديد على الأرض يبعد الفلسطينيين عن أراضيهم في وقت لا تزال الجهود الأمريكية تسعى لتجاوز المواقف المتشددة من تل أبيب وتشير التحليلات إلى أن التحديات تتعلق بقدرة الأطراف على احترام الاتفاقيات وموازنة المصالح السياسية مع الحفاظ على حقوق السكان المدنيين، تحديداً مع استمرار الإجراءات العسكرية الإسرائيلية ورفض الانسحاب الكامل من بعض المناطق.

تسلط هذه التطورات الضوء على هشاشة الاتفاقات المؤقتة في غزة وتعقيد تطبيق أي خطة سلام في ظل تباين مصالح الدول الضامنة وقوة الأطراف المحلية مع استمرار المخاطر التي تواجه المدنيين الفلسطينيين على الأرض بسبب التوترات العسكرية والسياسية المتبادلة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية والضغط الدولي المستمر لتثبيت الهدنة وتجنب تصعيد جديد للصراع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5