علق تنظيم داعش على الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية والفصائل السورية في مدينة تدمر التاريخية، مؤكداً أن الطلقات أصابت قلب القوات الأميركية والفصائل السورية المسلحة المعارضة للتنظيم، في أول بيان علني له حول الهجوم. وقد جاء هذا التعليق بعد يوم دامٍ سقط فيه جنديان أميركيان ومترجم مدني، وفق الجيش الأميركي، عندما استهدف مهاجم رتلاً للقوات الأميركية والسورية قبل أن يُقتل بالرصاص، فيما أصيب ثلاثة جنود آخرين بجروح متفاوتة.
ونشر داعش مقالاً على قناته على تطبيق تليغرام اتهم فيه الولايات المتحدة وحلفاءها في سوريا بتشكيل جبهة واحدة ضده، مستخدماً لغة دينية لتصوير الهجوم على أنه لحظة حاسمة لبث الحماسة في نفوس أنصاره، دون أن يعلن المسؤولية مباشرة وقد وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحادث بالمروع وأكد على توجيه رد قوي على الحادث لضمان حماية القوات الأميركية في سوريا.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن القبض على خمسة أشخاص يشتبه في صلتهم بإطلاق النار، ووصفت المهاجم بأنه أحد أفراد قوات الأمن السورية يشتبه في تعاطفه مع داعش، مشيرة إلى أن وحدات الأمن في تدمر نفذت الاعتقالات بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن واستقرار المدينة التاريخية.
تتعاون سوريا مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، وتتمركز القوات الأميركية في شمال شرق سوريا ضمن حملة مستمرة منذ عشر سنوات للقضاء على التنظيم الذي سبق أن سيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق بين 2014 و2019 وتشير التقارير إلى أن الجيشين الأميركي والسوري يعملان على تعزيز الإجراءات الأمنية في تدمر لتفادي تكرار مثل هذه الهجمات، مع مراقبة المشتبه فيهم وتفكيك أي خلايا محتملة للتنظيم في مناطق أخرى من البلاد.
يحذر مراقبون من أن داعش يسعى لاستغلال أي خلل أمني أو انقسامات محلية لبث الفوضى في المنطقة، مستفيداً من بياناته الإعلامية والدينية لإبقاء عناصره متحمسين والضغط على القوات الأجنبية والمحلية ويشكل هذا التصعيد تحدياً كبيراً للجهود الأمنية، ما يستدعي تعزيز الاستخبارات ورفع مستوى الاستعداد للرد السريع على أي تهديدات محتملة، مع استمرار التعاون بين الحكومة السورية والقوات الدولية لتثبيت الأمن وإحكام السيطرة على المناطق التي قد يحاول التنظيم استهدافها.