شركة أوروبية تجند مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان
الحرب في السودان أصبحت نشاطاً دولياً معقداً يعتمد على شبكات شركات وأفراد خاضعين لعقوبات أمريكية أسس هؤلاء شركات لتجنيد مقاتلين كولومبيين سابقين للقتال ضمن صفوف ميليشيا الدعم السريع السودانية المتهمة بارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق.
نشرت صحيفة الجارديان تحقيقًا كشف أن سجلات الحكومة البريطانية تربط شقة في لندن بالقرب من ملعب توتنهام هوتسبير بشبكة شركات تسهّل عمليات التجنيد والتمويل للمرتزقة الشقة مسجلة باسم شركة زيوز جلوبال التي أسسها شخصان في الخمسينيات من عمرهما وفرضت عليهما العقوبات الأمريكية الأسبوع الماضي بعد اتهامهما باستخدام مرتزقة كولومبيين في النزاع السوداني.
شارك المرتزقة الكولومبيون مباشرة في السيطرة على مدينة الفاشر جنوب غرب السودان أواخر أكتوبر ما أدى إلى موجة قتل واسعة النطاق قُدرت بحياة حوالي 60000 شخص وبلغت قيمة تعويض المرتزقة عن قتل الأطفال 2600 دولار لكل مقاتل وهو رقم يبين الطابع التجاري لهذه العمليات.
نقلت زيوز جلوبال عملياتها إلى قلب لندن بعد إعلان العقوبات الأمريكية الأمر الذي يفتح تساؤلات حول قدرة الأفراد الخاضعين لعقوبات على تأسيس وإدارة شركات في المملكة المتحدة الجهات الرسمية البريطانية لم تؤكد بعد إذا كان هؤلاء الأفراد يقيمون فعليًا في لندن أو إذا كانت الشركة تمارس أنشطة تجارية أخرى حاليًا
المسؤول الرئيسي عن شبكة التجنيد الكولومبية هو ألفارو أندريس كيخانو بيسيرا مواطن كولومبي إيطالي متقاعد وزوجته كلوديا فيفيانا أوليفروس فوريرو اللذان تورطا في إدارة وكالة توظيف مقرها بوغوتا حيث أرسلت الوكالة مئات المقاتلين الكولومبيين السابقين إلى السودان عبر آليات منظمة توضح استخدام شركات عالمية لتوسيع النزاع.
القضية تظهر أبعادًا جديدة للحرب في السودان تتحول النزاعات المحلية إلى مصالح اقتصادية دولية تعتمد على المرتزقة وتجندهم عبر قنوات قانونية وشبه قانونية في دول أوروبية وتسلط الضوء على وجود ثغرات في النظام المالي والقانوني العالمي أمام الجرائم العابرة للحدود.
يرى مراقبون أن شبكات التجنيد هذه تزيد من العنف ضد المدنيين بما في ذلك الأطفال وتبرز الحاجة لتعاون دولي لمراقبة الشركات التي تعمل تحت عقوبات ومنع استغلال الأفراد المرتبطين بالجرائم في صفقات عالمية تزيد من حجم الفوضى والصراع.
