عملية أمنية تقتل مدنيين في دير الزور

2025.12.21 - 06:07
Facebook Share
طباعة

 شهد ريف دير الزور الشرقي، فجر اليوم الأحد، عملية أمنية واسعة نفذتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالتعاون مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين واعتقال ستة آخرين، وسط توترات كبيرة في البلدة.

وأفاد مراسل ميداني أن العملية بدأت عند الساعة الواحدة فجرًا، وتضمنت طوقًا أمنيًا مكثفًا ومداهمات لمنازل عدة في بلدة ذيبان، أسفرت عن سقوط القتلى المدنيين وإلقاء القبض على عدد من السكان المحليين، جميعهم من المدنيين الذين لا ينتمون لأي تنظيم مسلح أو حركة سياسية.

رافق العملية تحليق مكثف للطيران الحربي الأمريكي في سماء بادية الميادين، كما دخل رتل عسكري أمريكي بلدة الشحيل في مساء السبت، قبل أن يغادر صباح اليوم الأحد. لم يتضح سبب دخول الرتل إلى البلدة حتى الآن، وهو ما يثير المزيد من التساؤلات لدى الأهالي.


حملة سابقة في قرية موزان
ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد شنت “قسد” حملة اعتقالات واسعة في 16 من كانون الأول الجاري بقرية موزان شرق دير الزور، بعد حادثة اعتداء على معلم داخل المدرسة من قبل مجموعة من طلاب القرية. وأوضح المراسل أن الاعتقالات شملت عشرات المدنيين، بينهم أطفال، رافقتها انتهاكات شملت كسر أبواب المنازل وسرقة هواتف ومبالغ مالية.

تم التعرف على عدد من المعتقلين، بينهم: فهد محسن الفهد، أحمد السعد الفهد، حمد صالح الفهد، وأشرف صالح الفهد، بالإضافة إلى عدة أطفال من بين المعتقلين. وتوضح هذه العمليات نمطًا مستمرًا لقوات “قسد” في تنفيذ مداهمات تشمل اعتقالات مدنية واسعة، رغم تأكيداتها على استهدافها لعناصر تنظيم “الدولة”.


عمليات مشتركة مع التحالف الدولي
في 7 كانون الأول الجاري، نفذت فرق العمليات العسكرية التابعة لقسد عملية أمنية في ريف دير الزور الغربي، بالتعاون مع التحالف الدولي، أسفرت عن القبض على ما وصفته “أحد أخطر شبكات تنظيم الدولة”، الملقب بـ “أبو زبير/سماك”، إضافة إلى اثنين من أفراد خليته.

وبحسب مراسل المنطقة، شهدت بلدة حوائج بومصعة مداهمات واسعة للمنازل، تخللها اعتقالات لعدد من المدنيين الذين لم يثبت انتماؤهم لأي تنظيم، مؤكدة بذلك التباين بين الهدف المعلن للعملية والمعتقلين الفعليين.

وأوضحت “قسد” أن العملية جاءت بعد متابعة دقيقة لتحركات المجموعة المستهدفة، مشيرة إلى أنها كانت مسؤولة عن معظم الهجمات ضد قواتها خلال الأشهر الماضية. كما صادرت أسلحة وذخائر ومتفجرات، وأكدت أن هذه المضبوطات أحبطت تنفيذ مخطط كان يستعد له التنظيم.

تم ضبط مستندات وأجهزة إلكترونية، بما فيها مقاطع مصورة وهواتف محمولة، تثبت تورط المعتقلين في التخطيط والإشراف على العمليات، وتوثق إصدار الأوامر وتحريك عناصر الخلية، إضافة إلى إدارة عمليات الاستطلاع والمراقبة.


تداعيات محلية
تسبب مقتل ثلاثة مدنيين واعتقال آخرين في حالة توتر وقلق بين أهالي ذيبان والمناطق المجاورة. ويعبر السكان عن مخاوفهم من تكرار هذه العمليات، التي غالبًا ما تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين، رغم التأكيدات الرسمية بأن عمليات المداهمة تستهدف عناصر إرهابية.

وتأتي هذه الحملة في وقت حساس، حيث يعيش ريف دير الزور الشرقي توترات أمنية مستمرة نتيجة نشاط تنظيمات مسلحة محلية وعناصر مرتبطة بتنظيم “الدولة”، مما يخلق بيئة غير مستقرة تهدد المدنيين يوميًا.

تجدر الإشارة إلى أن العمليات الأمنية المتكررة لقسد، بالتعاون مع التحالف الدولي، أثارت جدلاً واسعًا حول مدى احترام حقوق المدنيين ومبادئ القانون الدولي الإنساني، خصوصًا في مناطق يكثر فيها وجود السكان المدنيين الذين لا علاقة لهم بالأعمال المسلحة.

تؤكد هذه الحوادث استمرار حلقة العنف في شرق سوريا، حيث تتصاعد المداهمات والاعتقالات، وتزداد حالات القتل العرضية، ما يعكس أزمة أعمق تتعلق بأمن المدنيين وغياب حماية فعالة لهم في مناطق النزاع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6