إسرائيل وسوريا.. تفاوض تحت الضغط الأمريكي

2025.12.21 - 08:11
Facebook Share
طباعة

 تستمر التحركات السياسية حول ملف الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل، وسط مساعٍ أمريكية لإعادة ترتيب الأولويات في المنطقة وتأمين مسار تفاوضي محتمل بين الطرفين.

وأعادت التصريحات الإسرائيلية الأخيرة فتح باب التساؤلات حول طبيعة التفاهمات المطروحة وحدود الدور الأمريكي في هذا الملف، في ظل تأكيدات إسرائيلية بعدم وجود “أطماع إقليمية” على الأراضي السورية، بالتزامن مع إشارات حول تعثر المفاوضات وتوسع فجوة الخلافات.


الطرفان بحاجة إلى الاتفاق
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر سعي الحكومة للتوصل إلى اتفاق أمني مع سوريا، موضحًا عدم وجود نيات توسعية داخل الأراضي السورية، في محاولة لطمأنة دمشق والمجتمع الدولي.

ويرى الباحث محمود علوش أن إسرائيل وسوريا بحاجة إلى اتفاق أمني، مشيرًا إلى أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة تعكس الضغوط الأمريكية على تل أبيب لإظهار استعدادها للمفاوضات، رغم وجود فجوة بين الخطاب السياسي والممارسات الفعلية على الأرض، إذ لا تظهر إسرائيل استعدادًا حقيقيًا لتقديم تنازلات ملموسة.


خطوة تهدئة وإعادة صياغة سياسية
يأتي التأكيد الإسرائيلي على عدم وجود مطامع كخطوة تهدئة مدروسة، بعد تصريحات سابقة أشار فيها ساعر إلى “اتساع فجوة غير مسبوقة” مع دمشق بسبب مطالب سورية جديدة، وفق ما يرى الباحث علي فوزي، موضحًا أن الهدف الأساسي من إعادة الصياغة هو تخفيف الضغوط الأمريكية وتهيئة المناخ لاستئناف المسار التفاوضي الأمني.

وتسعى واشنطن، بصفتها الوسيط، لمنع أي تصعيد قد يقوض فرص الاستقرار في سوريا، وهو ما يفسر الضغط على تل أبيب لتليين خطابها دون التخلي عن ثوابتها الأمنية، فيما يرى الكاتب درويش خليفة أن إسرائيل ما تزال تركز على إنشاء “حزام أمني” في محيطها الشامي، يمتد عبر جنوبي سوريا ولبنان وغزة.


تفاهمات أمريكية وضغوط على تل أبيب
جاءت زيارة المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، إلى إسرائيل ولقاؤه برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لتعيد رسم هيكلية الاتفاق المحتمل. وتركز اللقاء على استمرار النشاط الإسرائيلي داخل سوريا تحت عنوان مواجهة التهديدات، مع إبقاء باب المفاوضات مفتوحًا أمام اتفاق أمني محتمل، وتحديد “خطوط حمراء” للعمليات الإسرائيلية.

ويشير فوزي إلى أن واشنطن تسعى لاستثمار “الفرصة التاريخية” لفتح حوار جاد مع القيادة السورية، مع تحذير من أي تصعيد إسرائيلي قد يعرقل جهود رفع العقوبات ودعم إعادة الإعمار.


ضمانات لنجاح الاتفاق
يشدد الباحث محمود علوش على أن أي اتفاق أمني يحتاج إلى توافق يحظى بقبول الطرفين، وإلا فلن يرى النور، فيما يرى فوزي أن خطوات متبادلة بين سوريا وإسرائيل، تشمل الالتزام الإسرائيلي بالانسحاب التدريجي وعدم التدخل في الشأن الداخلي، ضرورية لضمان شرعية الاتفاق ومصداقيته.

ويضيف خليفة أن نجاح أي اتفاق من هذا النوع مرتبط برعاية أمريكية مباشرة والإشراف على التنفيذ، بما يضمن فاعليته واستدامته، مؤكدًا أن أي تجاوز إسرائيلي للخطوط المتفق عليها، مثل عروض عسكرية أو هتافات مناهضة، قد يثير حفيظة دمشق ويعقد المسار التفاوضي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1