في خطوة دبلوماسية لافتة تُعيد العلاقات التركية–السورية إلى مستوى غير مسبوق منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011، باشر السفير التركي الجديد نوح يلماظ مهامه رسمياً في دمشق، ليصبح أرفع ممثل لأنقرة في سوريا منذ 13 عامًا.
وكانت أنقرة قد أعلنت تعيين يلماظ في أكتوبر الماضي، ووقّع الرئيس رجب طيب أردوغان مرسوم اعتماده في نوفمبر قبل أن يتسلّم مهامه اليوم الاثنين خلفًا للقائم بالأعمال المؤقت برهان كور أوغلو وبهذه الخطوة، يعود مستوى العلاقات بين البلدين إلى درجة السفراء للمرة الأولى منذ عام 2012، حين خفّضت تركيا تمثيلها الدبلوماسي على خلفية تصاعد الصراع في سوريا واتهاماتها للنظام السوري بارتكاب انتهاكات واسعة.
يُعتبر السفير يلماظ من الشخصيات المقربة من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، حيث عملا معًا لسنوات في جهاز الاستخبارات الوطنية (MIT) بين عامَي 2013 و2023، قبل أن ينتقل إلى وزارة الخارجية ليشغل مناصب رفيعة، بينها المستشار الأول للوزير ورئيس مركز البحوث الاستراتيجية.
وفي مايو 2024، عُيّن نائبًا لوزير الخارجية ومسؤولًا عن ملفات الشرق الأوسط وإفريقيا، أنقرة تسعى إلى صياغة مقاربة أمنية–دبلوماسية متكاملة حيال سوريا، توازن بين الحوار السياسي ومتطلبات الأمن القومي التركي.
ويرى خبراء أن إعادة رفع التمثيل الدبلوماسي قد تمهّد الطريق أمام محادثات سياسية موسّعة تشمل ملفات إعادة اللاجئين، ومكافحة الإرهاب، والتنسيق الاقتصادي الحدودي، في ظلّ إشارات متزايدة على انفتاح إقليمي يضم أطرافًا عربية وإيرانية وروسية تسعى لتثبيت الاستقرار في سوريا.