عراك عنيف يهز البرلمان التركي خلال مناقشة الموازنة

2025.12.22 - 11:34
Facebook Share
طباعة

تحولت جلسة البرلمان التركي المخصصة للتصويت على موازنة عام 2026 إلى فوضى وعراك عنيف بين النواب بعد انتهاء المناقشات، ورئيس المجلس نورمان كورتولموش علّق الجلسة مؤقتاً.
قالت مصادر برلمانية إن الاشتباكات بدأت بين نواب حزب العدالة والتنمية ونواب حزب الشعب الجمهوري، واستمرت حتى خلال فترة الاستراحة، مما أدى إلى أضرار في بعض محتويات القاعة مثل سقوط أصص زراعية وتضرر ميكروفونات.
تصاعد التوتر بعد كلمة ألقاها نائب رئيس كتلة حزب الشعب الجمهوري جوكان جونايدين، أشار إلى انتهاء ماراثون مناقشة الموازنة الذي استمر شهرين، وانتقد خطابات نواب حزب العدالة والتنمية ورئيس لجنة الصناعة والتجارة والطاقة والمعلومات والتكنولوجيا والنائب عن بورصة مصطفى فارانك لعدم تناولها قضايا المتقاعدين وأصحاب الحرف الصغيرة والعاملين بأجور الحد الأدنى.
رد جونايدين على الانتقادات مؤكدًا أن المرحلة التي مثلها الحزب الواحد تمثل إرث مصطفى كمال أتاتورك واصفًا إياها بالشرف الذي يفخر به، وأضاف أن جلال بايار شغل منصب رئيس الوزراء وعدنان مندريس كان نائبًا في البرلمان خلال تلك الحقبة، واعتبر إنكار الوقائع التاريخية ضعفًا في الوعي لدى بعض النواب.
أما رئيس كتلة حزب العدالة والتنمية عبد الله غولر، فأكد أن حزب الشعب الجمهوري أسسه مصطفى كمال أتاتورك، وأضاف أن دور عصمت إينونو كان بارزًا ووصفه بالزعيم الأبدي، مذكّرًا بأن إينونو أمر بإزالة صورة أتاتورك من العملات بعد وفاته، واستحضر حادثة تاريخية تعود لعام 1945 تتعلق بتسليم 195 لاجئًا أذربيجانيًا للقوات السوفيتية على جسر بورالتان، وأوضح أن مصيرهم المجهول مسجل في السجلات الرسمية.
في وقت لاحق من الجلسة أدى طلب النائب مصطفى فارانك الكلمة بأسلوب اعتُبر استفزازيًا، مما أدى إلى تجدد الخلاف وتحوله إلى عراك جديد داخل القاعة وعاد رئيس المجلس إلى تعليق الجلسة حتى تهدئة الأوضاع.

توضح الأحداث التوترات السياسية العميقة داخل البرلمان التركي، حيث تتقاطع الخلافات التاريخية والحزبية مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، وتطرح تساؤلات حول قدرة النواب على إنهاء مناقشات حيوية مثل الموازنة دون صدامات جسدية أو سياسية في ظل انقسامات حادة داخل المشهد السياسي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 5