وسط تحولات كبيرة في المشهد السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، كشف الوثائقي الجديد الذي عرضته قناة الإخبارية السورية عن ملامح الاستراتيجية السياسية للرئيس أحمد الشرع خلال الأيام الأولى بعد المعركة، وأوضح كيف تم التخطيط للمرحلة المقبلة على الأرض والواجهة الدولية.
ركز الفيلم على التحضيرات الميدانية والسياسية قبل دخول الشرع إلى دمشق، مع إلقاء الضوء على المشهد الرمزي للألواح البيضاء التي كتب عليها نقاط استراتيجية واضحة.
الألواح البيضاء جذبت اهتمام رواد منصات التواصل الاجتماعي، حيث حاول متابعون تفريغ محتواها ليظهر أنها تمثل رؤية شاملة للمرحلة الجديدة وخطوطاً عامة للسياسة الداخلية والخارجية بعد سقوط الأسد.
الخطاب الموجّه إلى روسيا: الدعوة لتحييد موقف موسكو، والتأكيد على أن العلاقة مع دمشق لا ترتبط بشخص النظام السابق، والالتزام بعدم استخدام سوريا للإضرار بالمصالح الاستراتيجية لروسيا أو أي دولة أخرى ودعوة موسكو إلى الوقوف مع خيار الشعب السوري بدلاً من دعم نظام الأسد.
الخطاب الموجّه إلى المجتمع الدولي: وصف النظام السابق بأنه مصدر للفوضى عبر أنشطة غير مشروعة مثل تهريب المخدرات والتعاون مع إيران وحزب الله، وفقدان أهليته السياسية وتحوله إلى مليشيات مسيطرة على القرار، مما أدى فشل أي تحالف استراتيجي، وأثار قلق دول الجوار مثل لبنان والأردن والعراق، إضافة إلى تهديد الأمن القومي التركي وموجات الهجرة إلى أوروبا.
النقاط المتعلقة بالمجتمع السوري: التأكيد على عدم إمكانية إلغاء الطوائف التي عاشت مئات السنين، والدعوة لحلول مستدامة توفر الأمن والعيش الكريم للجميع مع الإقرار بأن الثورة بعد 14 عاماً مرت بعثرات وأخطاء وإنجازات، واكتسبت خبرات ودروساً مهمة.
كما تضمنت الألواح دعوة عامة لأبناء الثورة لاستثمار اللحظة التاريخية، وترك الخلافات جانباً، والتركيز على أهداف عليا تشمل الوحدة والرحمة والبناء والعدل والكرامة والانضباط، واعتماد منطق الدولة بدلاً من الفوضى.
وأشار محللون إلى أن عدم التطرق إلى ملف إسرائيل يعكس استراتيجية القيادة الجديدة للتواصل المباشر مع الولايات المتحدة لضمان حماية مصالحها الأمنية، بما فيها أمن إسرائيل، وهو مؤشر على فهم دقيق لطبيعة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب وتحديد أولويات السياسة السورية بعد التحرير.