مصر تراجع اتفاق السلام مع إسرائيل وسط تحولات إقليمية

2025.12.22 - 03:23
Facebook Share
طباعة

تشهد المنطقة تحولات جيوسياسية متسارعة فرضت على القاهرة إعادة قراءة اتفاق السلام الموقع مع إسرائيل عام 1979، في ظل موازين قوى جديدة وتحديات أمنية معقدة.

فمصر، التي لطالما لعبت دورًا استراتيجيًا في ضبط استقرار الشرق الأوسط، تبدو اليوم في موقع مراجعة أولوياتها الدفاعية والسياسية، تحديداً في شمال سيناء، مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية وتغير مواقف بعض القوى الكبرى.
هذه الخطوة يمكن قراءتها على أنها محاولة لإعادة التوازن بين الالتزامات التاريخية للسلام وحماية الأمن الوطني والمصالح الاستراتيجية لمصر، بما في ذلك مواجهة تهديدات محتملة لسيادتها على مجالها الجوي.
وفق منصة “ناتسيف” الإخبارية الإسرائيلية، رصدت تقارير استخباراتية نشر الجيش المصري منظومات دفاع جوي متقدمة في سيناء خلال الفترة الأخيرة، أبرزها منظومة HQ-9B الصينية، في خطوة اعتبرتها المنصة “انتهاكًا صارخًا” لبنود اتفاق السلام التي تحد من القدرات العسكرية المصرية في المنطقة.
تبرر القاهرة هذا التحديث العسكري بالحاجة إلى حماية المجال الجوي ومواجهة التهديدات الفعلية التي قد تؤثر على أمنها القومي، وهو ما يعكس رؤية استراتيجية تعتمد على الردع والتأهب، دون الاعتماد الكامل على القيود السابقة.
تزامن هذا التحرك مع تقارير عن زيارة محتملة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن، في حين نفت مصادر مطلعة وجود لقاء مخطط بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي. ويظهر هذا التنسيق الدبلوماسي الحذر حرص مصر على الحفاظ على العلاقات الدولية، مع التأكيد على حقوقها السيادية والدفاعية، في وقت يرى المسؤولون الإسرائيليون الأولوية للبقاء السياسي على حساب متابعة التحديات الاستراتيجية طويلة الأمد.
التقرير الإسرائيلي حذر من أن أي تعديل أو مراجعة لاتفاق السلام قد يمهّد الطريق لمزيد من المطالب المستقبلية من قبل القاهرة، معتبرًا أن الدول العربية تنظر إلى الاتفاقات على أنها أدوات لتحقيق مصالح لم تستطع الحصول عليها عبر المفاوضات المباشرة وطرحت المنصة تساؤلات حول توقيت صفقة الغاز الأخيرة بين مصر وإسرائيل، معتبرة أن الأولوية الآن لدى النخبة السياسية الإسرائيلية أصبحت “البقاء في السلطة بأي ثمن”، حتى على حساب الثوابت الاستراتيجية والأمن القومي للدولة.
جاءت هذه التطورات في وقت يزداد فيه الاهتمام الدولي بالشرق الأوسط، وسط توازنات إقليمية دقيقة، ما يجعل أي مراجعة مصرية لاتفاق السلام خطوة استراتيجية يجب فهم أبعادها الأمنية والسياسية بعناية، نظرًا لتداعياتها المحتملة على الاستقرار الإقليمي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5