للعام الثاني على التوالي نظم نشطاء هولنديون فعالية تضامنية داخل ما يُعرف بالبيت الزجاجي للمقاومة في إحدى ساحات مدينة روتردام استمرت أربعة أيام متواصلة بهدف جمع التبرعات ودعم الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة والسودان والكونغو.
في ظل استمرار الأزمات الإنسانية وتفاقم أوضاع المدنيين في هذه المناطق
ركز القائمون على المبادرة هذا العام على البعد الإنساني المباشر عبر تقديم روايات وتجارب واقعية بدل الاكتفاء بالأرقام والإحصاءات في محاولة لإبقاء معاناة المتضررين حاضرة في الوعي العام.
وتسليط الضوء على التداعيات المستمرة للنزاعات خاصة في المناطق التي تشهد تراجع حجم التغطية الإعلامية الدولية
تهدف الفعالية إلى جانب جمع التبرعات إلى توسيع دائرة التضامن الشعبي والدفع باتجاه مساءلة السياسات الرسمية وحث الرأي العام على اتخاذ مواقف داعمة للمتضررين من النزاعات سواء عبر العمل الإنساني أو الضغط المدني بوسائل سلمية.
يؤكد منظمو المبادرة أن اختيار غزة والسودان والكونغو جاء نتيجة تشابه الأوضاع الإنسانية في هذه المناطق حيث يعاني ملايين المدنيين من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية والمأوى وسط أوضاع أمنية واقتصادية بالغة التعقيد ما يستدعي تحرك عاجل يتجاوز حدود الإغاثة التقليدية
خصصت التبرعات التي جُمعت خلال الأيام الأربعة لدعم مشاريع إغاثية عاجلة تشمل توفير المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية إضافة إلى دعم مراكز الإيواء للنازحين بالتعاون مع جهات إنسانية عاملة ميدانيًا.
يشير خبراء إلى أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة في إبقاء القضايا الإنسانية المرتبطة بالنزاعات المسلحة ضمن أولويات النقاش العام كما تسلط الضوء على أن الأزمات لا تنتهي بمجرد تراجع الاهتمام الإعلامي أو الإعلان عن تهدئات مؤقتة وتؤكد الحاجة إلى استمرار الدعم والمساندة للمتضررين.
كما يرى الباحثون أن توسيع نطاق المبادرة ليشمل دول السودان والكونغو يعزز فهم السياق الإنساني بشكل أوسع ويتيح فرص تعاون أكبر مع المنظمات الدولية كذلك يعكس ضرورة الجمع بين جمع التبرعات والتوعية العامة لضمان استدامة الدعم وتحقيق أثر ملموس على الأرض.